Friday, November 21, 2008

حميدة ... قصة طويلة

في البداية أحب أقول شوية حجات كتيرة
أولها
موضوع الصك بتاع الحكومة ... مش عارف الموضوع ابتدي بألفين جنية ... وبعد كدة الموضوع اتسخط ل 400 جنية ويمكن أقل ... مش عارف لغاية ما الموضوع يتم ويبقي قانون هيوصل لكام ... أنا خايف في الاخر يطلبوا مننا فلوس
تانيهم
موضوع الكتاب بتاع النقاب اللي لسه سامع عنه النهاردة ... الكتاب اللي هيصدر عن الأزهر واللي بيقول أنه النقاب "عادة" ومش "عبادة" ... بصراحة من جوايا فرحت أوي لأنه أنا من زمان مقتنع أنه النقاب مجرد عادة خليجية وليس بها من الاسلام في شيء
تالتهم
الجزء الأخير من حميدة هيكون قريب جداً
طولت عليكم بس استحملوني بقي معاكوا حميدة
حميدة
الجزء الخامس
.......................
حملات مكثفة أتبعت ذلك في المنازل , وعلى الجبال , وفي حقول القصب التي دمر منها الكثير , تم القبض على الآلاف البريء منهم والجاني , سقط الكثير والكثير من قادة وزعماء الإرهاب , وتفوق الأمن على منابع الإرهاب , أختنق سكان المدينتين , وانتشرت السرقات وأعمال البلطجة من الأمن , كادت أن تحدث كارثة , هاجر من استطاع , وأغلقت الكثير من المحلات , كان الوضع أشبه بالكابوس , حتى كانت الزيارة التاريخية لوزير الداخلية , والتي أعلن فيها فك الحظر عن مدينتي ملوي وديروط , لتعود بعدها الحياة إلى الصعيد بعد أن تكبد خسائر كبيرة .
في ظل كل هذه الأحداث أصبح حميدة هو حديث وسائل الإعلام التي تحدثت عن شجاعته وبطولاته الكثيرة , وتم تكريم والديه , وفي ليلة وصفها أهل القرية ب"ألف ليلة وليلة" تم زفاف "حميدة" على بنت عمدة القرية الآنسة "عبير محمد طه" في حفل كبير حضره محافظ أسيوط , ومدير مدرية أمن أسيوط نائباً عن السيد الرئيس , شعر الحج "محمد" والد حميدة بالفخر الشديد , ووقف يستقبل المعازيم الذين وفدوا من كل مكان لحضور هذا العرس , نسي الرجل عذابه بالسجن على شيء لم يفعله , نسي الرجل شعوره بالظلم , نسي الرجل كل شيء ولم يتذكر إلا التكريم المتواصل من كل أنظمة الدولة , الدموع ملئت عيناه وتناثرت على خده , لاحظه "حميدة" بكاء والده , استأذن عروسه وذهب لوالده يملؤه القلق والخوف , سأله بصوتٍ حنون :
"ليه بتبكي يا بوي؟"
نظر إليه والده نظر حنونة , وأخذه في حضنه , وقال له :
"يا ولدي ببكي من فرحتي بك , أنت بطل زي أخواتك , أنا فرحان قوي يا ولدي الليلة"
انتهت الليلة بكل ما فيها من صخب , ونفاق , وحب , طلعا حميدة وزوجته إلى غرفتهما تصطحبهما دعوات العائلتين , وبعض أحقاد الحاقدين من زواج بنت عمدة البلد الحاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم من حميدة الغير متعلم , كان من بين هؤلاء النقيب "احمد حسني" الشاب الذي كان متحمساً جداً في ليلة زفاف ابنة عمه , التي أحبها بشدة وأخلص في حبه ولكنها في النهاية اختارت حميدة , شعر بالغضب الشديد كلما تذكر أن حبيبته قد اختارت إنسان جاهل , أخرج كل أحقاده في نشاطه الزائد في ذلك اليوم , أوصلها إلى البيت , ومن باب المجاملة أوصى "حميدة" عليها , وتركهم ورحل تملؤه نار الحقد والكره ل"حميدة" الذي كان في تلك اللحظات يعيش أجمل لحظات حياته على الإطلاق .
استيقظت "عبير" من نومها فوجدت حميدة نائماً , قبلته , وتذكرت أول لياليهم وكيف كان "حميدة" حاداً , غليظاً , في معاملته الجنسية معها , تذكرت أحلامها في فارس أحلامها , نظرت إليه وتحيرت , "لما تزوجته؟" هكذا سألت نفسها , لم تجد إجابة , طوال حياتها تهوى الشهرة , تقدم لها الكثير , ولكنها رفضتهم جميعاً , كانت تبحث عن فارسها , حبها للظهور جعلها ترفض أبن عمها الضابط , الشاب , الوسيم , واختارت "حميدة" الذي كانت صوره وأخباره تلف مصر كلها , اختارته هو رغم فقره , وجهله , وجدت نفسها تطارده , اختلقت الحجج حتى تذهب لبيتهم , صادقت شقيقته زوجة الدكتور , وعرفت عن أخاها كل شيء حتى تحقق لها ما تمنت وجاء "حميدة" يطلب يدها , رفض والدها , ورفضت عائلتها , ولكنها وافقت , وأصرت , وفي النهاية وجدت نفسها بين زوجته وتحقق لها ما أرادت , تذكرت كل هذا وهي ناظرة إليه , فتحت جرائد اليوم , نظرت إلى صورتها معه , فرحت كثيراً ولكنها صدمت من معاملته معها في ليلتهما الأولى , صدمتها غطت على سعادتها برؤية نفسها في أكثر من جريدة , حاولت أن تنسى كل ذلك , وأيقظت "حميدة" الذي استقبلها بقبلة طويلة لم تحبها كثيراً , جهزت طعام الإفطار , فطروا وبدءوا في استقبال الضيوف الذين توافدوا منذ ساعات الصباح إلى نسمات الليل , ظل توافد الضيوف لأسابيع , الملل تملك من "عبير" وأصبحت غير قادرة على مصارحة زوجها بمشاعرها , كانت تمثل دائماً السعادة حتى لا تشعر بخطئها , كانت تقاوم , وتقاوم ذلك الشعور حتى جاءهم أبن عمها النقيب "أحمد حسني" وجدت بعينيه حب قديم , شعرت بأن هذا الشاب هو صاحب الحق بقلبها , شعرت بأن شيئاً خطأ يحدث لها , كيف لها أن تحب الآن من رفضته , كيف لقلبها أن يخون , أوقفت نظراتها على الفور , ولم تستجيب لنظراته , لم يفهم "حميدة" ما تمر به زوجته ولم يحتويها , حتى انتهاء موعد أجازته وجاء وقت العمل , علم بنقله إلى القاهرة , غضب كثيراً لنقله بعد كل هذا التكريم , وفرحت هي , ودعته ورسمت على وجهها علامات الحزن , كانت سعادتها ليس في فراقه ولكن سعادتها الحقيقة هي لترتيب أوضاع حياتها من جديد , وصل حميدة إلى مكان عمله الذي فوجئ بأنه في مكان بمدينة نصر , علم بعد ذلك بأن ذلك هو مبنى من مباني "أمن الدولة" , شعر بشعور غامض ومخيف وزاد هذا الشعور عندما وجد "أحمد حسني" رئيساً له .
لم ينتظر "عبد الله رحيم" دوره في العمل بعد أن أنجز في تعليمه إلى الإعدادية التي أخذها وترك بعدها الصعيد ليسكن عند خاله المدير لمدرسة الصالحية الثانوية للبنين , جاء "عبد الله" طفلاً , حاول الطفل أن ينزل للعمل , حاول أن يبدأ في العمل في سنه هذه , ولكن الخال لم يوافق وأصر على أن يتم الطفل تعليمه , ومرت سنين مات الخال , وصار الطفل شاب , أتم تعليمه الجامعي وتم تعينه معيداً بكلية الحقوق جامعة القاهرة , ليتزوج بعدها من ابنة خاله , شعر "عبد الله رحيم" أن تلك الزيجة كانت وش السعادة عليه , فقد أتم دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في "القانون الجنائي" ليتم بعد ذلك مكتبه الكبير في وسط القاهرة الذي أصبح فيما بعد من أشهر مكاتب المحامين بالقاهرة , أنجب الأستاذ "عبد الله" اثنان من الذكور , تعلم الاثنان كان كآبائهم حفزهم الوالد على حب العلم المصحوب بالتدين الشديد , عشق "محمد" الابن الأصغر السياسة , وتعمق فيها , كره عبد الناصر لبعده عن الدين ومحاربته "للإخوان المسلمين" واعتبره من الفاسدين , ولم يحب السادات بعد معاهدة "كامب ديفيد" أكمل "محمد عبد الله" تعليمه في كلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" حتى وصل إلى أن أصبح معيداً بها ليكمل بعدها تعليمه العالي حتى وصل لأن يكون وفي سن 30 عام إلى دكتور "علوم سياسية" , ظل الدكتور "محمد عبد الله" في كليته حتى فوجئ بنقله من جامعة القاهرة إلى كلية الحقوق بجامعة أسيوط , لم يحزن , واعتبر هذا ضريبة التزامه الديني , نزل إلى أسيوط , شعر بالألفة بينه وبين أهله الذين التفوا حوله وحولوه إلى كبيرهم , جاءت الدراسة وبدأت الطالبات والطلاب في الحضور , وسامته وتأخره في الزواج , جعلت حرباً من الطالبات للوصول إليه , فكانت محاضرته تملئ بالطالبات اللاتي يلبسن أجمل ما لديهن , وجدها من بينهن , ملابسها فضفاضة , شعر بأن عينيه لا ترى سواها , كان يستوقفها كثيراً بالأسئلة , كانت تجيبه بشجاعة وذكاء , شعر بأن تلك الفتاة هي زوجة المستقبل , سأل عنها وعرف كل شيء عنها , بعدها استأذن والداه وشقيقه في الحضور , وتم خطبته على الآنسة "زينب" ابنة الحج "منصور" وشقيقة "حميدة" كانت "زينب" نعم الزوجة الصالحة , جاء الإرهاب وتعاطف الدكتور الشاب مع الشرطة في حربها تلك , لم يقنعه هؤلاء الآخذين من الإسلام شعاراً لهم , حاربهم بكل قوته , كان يحاربهم ويحارب أفكارهم في الجامعة , وفي التلفزيون الذي كان يتهافت عليه في ذلك الوقت , تعرض للاغتيال مرة , كان يعتبر كل هؤلاء مندسين على الدين , ظل على محاربته حتى استطاعت الشرطة أن تتخلص منهم , وانتصرت في حربها عليهم , شلال من الذكريات عصف برأس الدكتور "محمد عبد الله" لم يفيق إلا على صوت زوجته التي قالت :
"أنا جهزت ياللا جهز نفسك أخويا ومراته جايين عندنا النهاردة" أطاعها صامتاً وانتظرا قدوم الضيوف .
.....................................................
سنين مرت , تغير فيها حميدة كثيراً , وتغيرت الحياة في مصر أكثر , زادت قوة المعارضة , وانتشرت الحركات المضادة للنظام , وانتشر أمامها توحش الأمن , وزادت الصحف المستقلة المعارضة , وتحول رؤساء تحرريها إلى أبطال شعبيين يحتفي بهم الشعب ويحترمهم , وتغيرت طبائع الناس في الشارع المصري , وأصبح عدوهم الأكبر هو الشرطة ورجالها بعد زيادة حالات الانتهاك داخل أقسام الشرطة , في وسط كل هذه التغيرات , تحول حميدة من مجرد عسكري شرطة ينفذ الأوامر , إلى وحش يدمر ما يؤمر به , لا يعبأ بإنسانية أحد , يغتصب تلك , ويعتدي على هذا , كان يفعل ذلك بنفسٍ رضيه لا تعبأ لشيء , أصبح "حميدة" بعبع الداخلية وكرباجها الذي لا يفرق في لسعته بين طيب وشرير , بين مذنب وبرئ , أو حتى بين رجل وامرأة , توفي والده , لم يتأثر ولم ينزل إلا وقت الجنازة , شيع والده إلى مثواه الأخير , لم يلتقي بأمه أو بشقيقته , كان كمن يؤدي واجب يتأذي منه , انتهى من مراسم الدفن والجنازة , وبعدها بساعة ركب القطار , تذكر والده , ولام نفسه كثيراً "لماذا لم أبكي؟" هكذا قال لنفسه , تساقطت دموع عيناه , تذكر زواجه وكيف وجد عروسه فاتنة الفاتنات , لم يسأل نفسه يوماً , لما أحبته رغم فقره وجهله , تذكر سخريتها منه دائماً ومعايرتها له , تذكرهما في أحضان بعض , شعر بأن دمائه تغلي ناراً , يتذكر المشهد كما لو كان يراه الآن , "حميدة لازم تريح نفسك , أنت في أجازة , ياللا انزل بلدكم وانبسط "
فرح بشدة , لم يتصل بزوجته لتكون مفاجأة , وصل إلى البلد , ضربات قلبه كانت تخفق بشدة , قبل أن ينطلق لزوجته , وصل لبيت والده الذي تركه بعد أن أمرته زوجته , قبل أيدي والداه , وتركهم مسرعاً , كان متشوق لها , فتح باب المنزل بهدوء , خلع حذائه , ودخل متسحباً , صوت زوجته يسمعه جيداً , كانت تتنهد بقوة , تسحب لغرفتها , فتحها , وجدهما سوياً كانت زوجته في أحضان ابن عمها ورئيسه في العمل النقيب "أحمد حسني" الذي ما إن رآه حتى أمسك بسلاحه , هدده بإطلاق الرصاص عليه إذا لم يهدأ , شعر بالخوف من الفضيحة , لم يستطيع أن يصرخ , لم يستطيع أن يقتلهما , أمتلك غضبه , وخرج من الغرفة فلحقته زوجته , نظرت إليه نظرة يملؤها الحقد والغضب وقالت:
"حميدة ... أنت غلطت حياتي ولازم تتصلح حالاً ... طلقني يا حميدة ... علشان أقدر أصلح حياتي من بعدك"
طلقها حميدة , وترك لهما المنزل , ليعود لوالديه , لم يستطيع أن يخبرهما بما حدث , كل ما استطاع لسانه أن ينطقه :
"أنا طلقت زينب يا بوي"
الصدمة جعلت المرأة العجوز تلطم خديها , أما عن زوجها فقد أحمر وجهه العجوز , وصفع حميدة على وجهه , أنفجر عندها حميدة غضباً , وظل يصرخ في والديه , ليترك بعدها البيت , خرج حميدة من ذكرياته المتلاحقة عندما لمح أحدهم يمد يده في حقيبة امرأة , قام كالثور , وأطاح بالرجل وظل يضرب الرجل حتى كاد أن يموت , أزاحوه الناس عنه , وعاد إلى مقعده تحمله الذكريات ورائحة الهواء المنعش القادم من فتحات بعض الشبابيك والأبواب المفتوحة , ظل القطار يمشي في طريقه , حتى وصل إلى القاهرة , ومنها عاد مرة أخرى إلى وحدته , كان يعلم أن هناك شيئاً ما سيحدث , وجد الاستغراب في وجه الجميع , جميعهم يتساءلون "ماذا حدث" كان لا يجيب أحد , وصل إلى رئيسه وسلم نفسه إليه , سأله متعجباً :
"إيه يا عسكري اللي رجعك ؟... محمد بيه اتصل وبيقول أني أتوصى بيك لغاية ما يرجع ... وأنا هتوصى بميتين أهلك كويس ... ياللا يا ياد روح أمسح البلاط اللي برا كله يا روح أمك"
شعر في تلك اللحظات بأن هذه مجرد بداية لما سيحدث مقدماً , شعر وقتها بالضعف , تملكه ذلك الشعور , كان يفعل ما يؤمرونه به دون أي مشاعر , نسي الكره , ونسي الحب , حتى الانتقام من زوجته تناساه ولم يعد يفكر فيه , لم يهتم كثيراً عندما علم بزواج طليقته من ذلك الضابط , شعر بأنهما خائنين ويستحقا بعضهم البعض , أيام مرت زادت فيها أحواله سوءاً بعد سوء , وكلما زاد غريمه تقدماً في منصبه كلما زاد اضطهاده له , حتى أصبح "حميدة" على يد هذا الضابط إلى "مرمتون" لكل من في وحدته , عاش بعدها أياماً قتلت فيه كل شيء , أصبح الحب من وجهة نظره "شيء خرافي" وتبدّلت مشاعره ناحية والديه وشقيقته من الحب إلى لا شيء , أصبحوا لا يمثلوا لديه أي شيء , لم يتأثر كثيراً بخطابات أمه المتتالية التي كانت تشرح فيها حالة والده , لم يتأثر بخطابات شقيقته الكثيرة والتي تطالبه فيها بمساعدتها , ظل حميدة يتنازل ويتنازل إلى أن تم نقل غريمه "أحمد حسني" لتتحول بعدها المعاملة داخل الوحدة ويصبح "حميدة" من أهم أفراد تلك الوحدة بعد أن تفوق على الجميع في ابتكار وسائل جديدة للتعذيب , فكان أول من اعتدى جنسياً على المقبوض عليهم , وكان أول من استخدم الفئران في تعذيب المعتقلين , نسي عاداته , ونسي أخلاقه , ونسي دينه , أصبح مجرد من الشعور , أصبحت أقسى أمانيه أن يرى دموع الذل في عيون من يعذبه , أن يرى الانكسار فيهما , وزاد من توحشه توحش الأمن الذي تحول من دوره الطبيعي في حماية الناس إلى دوراً أكثر شراسة وتوحش
.
،،،،،
يتبع
حمادة زيدان

Wednesday, November 12, 2008

حميدة ... قصة طويلة

في البداية طبعاً أعتذر لكل من كان يتابع "حميدة" على التأخير الفظيع ده ... بس صدقوني كان لظروف ... وملحوظه كمان معلش أني بخيل جداً الفترة دي في الرد على حبايبي في التعليقات بس عندي مشكلة مع الجوجل ... وبشكرهم نفر , نفر , وعلى فكرة الأخ المجهول رجع تاني مع قصة معاناة وأحب أقوله يا سيدي عاوز تنقدني أنقد بس خليك محترم ....
لمراجعة حميدة
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيقظ حميدة من نومه , كان الألم يعصف بكل قطعة من جسده , لا يتذكر ما حدث له , لقد شعر بالألم
يمزق أحشائه بعدها نقل إلى المستشفي العسكري , لم يتذكر بعدها ما حدث غير وجوده في تلك الغرفة الغريبة , حاول أن يرفع ذراعه ولكنه وجد ذراعيه وقدميه مربوطتان في السرير , لم يكن أمامه سوى الصراخ بأعلى صوته حتى يعلم أين هو , كاد أن يصرخ ولكن الباب تم دفعه من الخارج بقوة , ووجد أمامه ثلاثة ملثمين لا يظهر منهم سوى لحاهم الطويلة وجلاليبهم البيضاء , صرخ أضخمهم جسداً ...
"من أنت يا نكرة حتى تهدد جماعتنا"
"سنقيم دولتنا الإسلامية حتى لو أقمناها على جثثكم يا كفرة"
سأله حميدة بشجاعة كانت تخفي ورائها خوفاً يزيد ألاف المرات عن شجاعته
"ومين أنتو علشان تقيموا بلد أسلاميه" صمت لحظات واتبع كاملاً ..
"ده أنتو مجرد شوية حرامية على تجار سلاح على بلا أزرق واتلمتوا على بعض , وعاوزين تخربوا البلد"
استشاطوا غضباً من حديثه , حتى أنه وجد الكرابيج تدوي على جسده , حتى أنه ظل يصرخ إلى أن سمع صوتاً داخل الغرفة يأمرهم بوقف الضرب , توقفوا عن ضربه بالفعل , وتركوا الغرفة , ولم تمر دقائق حتى دخل عليه رجلاً وحيداً بنفس مواصفتهم وجلس جواره وبصوتٍ يملؤه الحب تحدث
"ولدي العزيز : هل تكره أن يكون نظام بلدك أسلامي , هل ترضى عن السفور والفجور في الشوارع والميادين وفي كل مكان , لا تحسب أننا ضعفاء , ولكنهم يودون قتلك , وأنا أرى فيك شخصاً ستكون خادماً لدعوتنا , ستخدم نفسك , ودينك , ووطنك , هيا يا بني قم ووافق أنا أريد أن أأخذك من دار البطل لجار الحق , وإلا ستكون مرتد , وسيكون دمك لنا مباح"
صمت حميدة قليلاً , وبعدها تحدث إلي الرجل بعد أن اطمئن قلبه
"يا شيخ وليه أنا , دانا حتة عسكري ما لوش عازة , يعني لو عاوزين حد يخدمكم المعتقل مليان لواءات وظباط , ليه أنا"
صمت الرجل قليلاً , وجه نظرته إلى حميدة بنظرات حادة , وبلهجة حادة قال :
"ليس لك حرية الاختيار يا هذا ... أنت علمت عنا الكثير , إما الموافقة أو الموت , أما عن اختيارنا لك , فهذا ليس من شأنك , بل من شأننا نحن"
بسرعة أجابه حميدة
"انا عارف يا شيخ أنكم متقدروش تقتلوني , لو كنتوا عاوزين كنتوا قتلتوني , زي ما قتلتوا عمرو ولا انت ناسي يا شيخ , أنا مش موافق , ولو على الشغل هسيبهولكم واعلموا أنه مش أنا لوحدي اللي أعرف عنكم كل حاجة , لو قتلتوني كتير يعرفوا غيري"
كما لو كان متوقعاً , لم تتبدل ملامح الرجل كثيراً , ولكنه ببرود أجاب
"أحنا مش هيجي حتة عيل يهددنا ... ما تنساش أبوك , وأمك , وأختك ... لا تنسى كل هؤلاء , أنت في قبضتنا , ونحن لا يهددنا أمثالك , ستعمل معنا وإلا أعتبر أهلك جميعهم من الضحايا"
شعر حميدة بالغضب الشديد , وظل يصرخ , ويشتم فيهم حتى تركه الشيخ , ودخل عليه آخرون غير الشيخ العجوز لتبدأ مع دخولهم سلسلة جديدة من العذاب
...................................................................
كان مع كل انتصار يمر بحميدة , تقيم عائلته الأفراح وتقام الموائد ويكون القرآن الكريم مصاحباً لتلك الاحتفالات , كانت عائلته تشعر بالفخر مما يقدمه أبنهم للوطن , كان الأب يعود إلى منزله سعيداً منتشياً ويقول لزوجته
"شفتي يا حجة ... أبنك بطل , زي ولادك الشهداء"
لم تكن الأم تشعر بالسعادة التي يشعر بها الأب , ولكنها كانت تتوقع شيئاً ما سيحدث , كانت تتوقعه قريباً , بل تراه فعلاً , كانت تعلم أن ما يمر بهم الآن هو الهدوء الذي يسبق العاصفة , ظلت في تفكيرها هذا حتى وجدت خبطات قوية على باب دارهم , صرخت كمن أفاق من نومه مذعوراً
"حميدة يا حج ... حميدة يا حج"
تعجب الرجل من موقفها , وهرول لفتح الباب , وما إن فتح الباب حتى وجد أمامه مجموعة من أفراد الشرطة , لم يمهلوه أن يتحدث , لم يرحموا ضعفه , ظل يصرخ فيهم :
"أنا والد حميدة ... أرحموني ... أرحموا سني"
لم يسمعوا كلام الشيخ العجوز , ولم ترحمه دموع زوجته العجوز , وتم جر الرجل على الأرض , حتى وصل إلى سيارة من سيارات الشرطة وتم دفعه إلى السيارة بقوة , لتنطلق بعدها السيارة في رحلة أنهكت الرجل العجوز الذي كان جالساً معصوباً العينين لا يعلم لما يحدث له كل هذا , وصلت السيارة إلى مكان ما وانزلقت إلى خلف الأرض حتى وصلت إلى ما حيث أرادوا , نزل الرجل الكهل معصوب العينين يحيطه أربعة من العساكر , أدخلوا الرجل إلى مبني من المباني , ومن بعدها دخل إلى مكتب من مكاتب المبنى , كانت ما زالت عيناه معصوبتان , المكتب بسيط , لا يوجد به سوى مكتب كبير , وأمامه مكتبة مليئة بالكتب , أجلسوا الرجل على كرسي من الكراسي الموجودة بالمكتب وتركوه بالمكتب جالساً في حيرته لا يعلم ما سبب كل هذا , ساعات مرت وبعدها ساعات ولم يتحدث أحد مع الرجل , ظل بصمته وغضبه المكتوم حتى أنفتح باب المكتب واستمع إلى من يتحدث إليه قائلاً :
"معلش يا حج , الولاد عاملوك بطريقة مش محترمة ... أعتذر عنها , أنت تعرف طبعاً الظروف اللي بتمر بيها البلد , وعارف أنه الإرهاب مش سايب حد في حاله , وعارف أنه أبنك كان موجود بينا وكان بيدافع عن مصر معانا , بس للأسف أبنك أنتقل من جبهتنا , لجبهة الإرهابيين"
لم يحتمل الرجل ما يسمع , ووضع يداه على رأسه وصرخ
"ولدي ... كيف اللي بتقوله ده يا بيه ... أنا أبني بطل زي أخواته , كيف أبني البطل يبقي إرهابي ... يا بيه أنتوا أكيد غلطانين ... أنا ولدي ما يعملش أكدة واصل"
وبنفس نبرة الصوت التي لم تتغير , قال الرجل :
"أكيد يا حج لازم متصقدش ... أنت راجل بطل , وليك أبنين شهداء ومصر كلها بتفخر بيهم , كمان بنتك متجوزة دكتور فاضل ... بس نعمل إيه يا حج ... أبنك رفض خدمة الوطن وفضل خدمة أعداء الوطن و الدين يا حج"
تساقطت دموع الرجل العجوز من خلف العصبة , وصمت , أنتظر بانكسار ما يخبئه له القدر , حتى أمر صاحب الصوت جنوده بفك العصبة عن وجه الرجل , الذي أرهق الضوء الذي كان ساطعاً في الغرفة , نظر يميناً ويساراً فلم يجد أحداً بالغرفة , ولكنه استمع لصوت الرجل مرة أخرى يقول له
"كل اللي بنطلبه منك يا حج تساعدنا نخلص أبنك من الورطة اللي هو فيها ... لازم تساعدنا يا شيخ , أبنك وعيلتك كلها في خطر وانت لوحدك اللي تقدر تخرج العيلة من المصايب اللي أبنكم هيسببهالكم "
الصدمة بدأت تنزاح قليلاً , قليلاً عن صدر الرجل وبدأ يفكر فيما يقوله الرجل , وكيف له أن يحمي أبنه مما هو فيه , صمت لحظات ثم أجاب :
"وكيف هساعدكم يا بيه"
سكت الصوت لدقائقائق ثم أجاب
"أرتاح انت يا حج واحنا هنقولك هتساعد أبنك أزاي , أنت دلوقتي تتفضل مع العسكري تروح الزنزانة لأنك ضفنا اليومين دول"سكت الصوت ووجد الشيخ أحد العسكر يقبض على يديه ويحركه بهدوء إلى
مكان آخر ولكنه أكثر ظلمه ووحشيه من سابقه
..........................................................
قطرات الماء هي ما تسمع في ليل هذا المكان , حميدة مازال راقداً , الآلام تملئه وصوت قطرات المياه يخرق أذنه , حاول القيام من على سريره ولكن جسده مازال مقيداً في السرير , كان الصوت يزداد حدة والألآم جعلت جسده كما لو كان كلباً شرساً ينهش فيه , شعر حميدة بصوت أقدام خفية قادمة , شعر بمن يحاول فتح الباب , الظلام المحيط به لم يريه القادم , صوت الأقدام يقترب إلى سريره , شعر بأنفاس تلهث بجواره , شعر بالخوف يملؤه , حاول أن يتحدث ولكنه وجد بمن يكممه واضعاً كمامة فوق فمه , ليستمع بعدها لصوت رجل يتحدث بصوتٍ خافض قائلاً
"أرجوك يا أخي أن تلزم الصمت , سأقوم الآن بفك تلك الأحبال عنك , سأهربك الآن من ذلك الجحيم , أرجوا منك الصمت التام حتى نخرج من ذلك المكان , إذا حدثك أحدهم فلا تجيب أن من سأجيب , الوقت الآن هو المناسب لأن الجميع نائمون , ولا يوجد بالخارج سوى رجلان يحرسان المكان"
كان الرجل يتحدث بهدوء وفي النفس الوقت يفك عن حميدة تلك الأحبال التي تقيده , ألتزم حميدة الصمت كما قال الرجل , ألبسه الرجل جلباب أبيض ووضع فوق رأسه شال أبيض وخرج الأثنان من الغرفة , الجميع نائمون , عرف حميدة من ذلك الرجل أنه كان حارس الغرفة لذلك اليوم , بنفس هدوء الرجل قام بأطلاق النار الذي كان مزوداً بكاتم لصوت الرصاص على أحد الحارسين وفي نفس الوقت كان حميدة تخلص من الحارس الآخر , أنطلقا بالسيارة التي كانت خلف المنزل , أنطلق الرجل بسرعة كبيرة عبر الصخور الوعرة , لم يتحدث الرجل , المفاجأت المتتالية جعلت حميدة لا يقدر حتى على سؤال الرجل لماذا ساعده , ولكنه فوجئ بدموع الرجل تنساب على وجهه , وبصوتٍ يرتجف قال:
"علمت الآن بأن ما فعلته منذ سنين طوال كان خطأ , لا لم أكن أخدم الدين , لم أكن على الصواب طوال تلك الفترة , لقد قتلت الكثير وكانوا دائماً يشعروني أنني بطل وأن ما أفعله سيزيد من تقربي إلى الله , لقد كنت مجرد إنسان فاشل ولم أجد صدراً حنوناً لي إلا هؤلاء , كانوا يعلمونني كل شيء , لقد كرهت الحياة بكل ما فيها وكانت الآخرة هي مقصدي , شعرت الآن بعدما رأيتهم يعذبوك سألتهم لماذا , قالوا لأنه كافر , ولكنني لم أجدك كافراً , كنت أرى عيناك في كل صلاة وهي تبكي , كنت أسمع صرخاتك المتتالية عند كل نداء للصلاة , شعرت لأول مرة بأنهم يكذبون , رأيتهم يمنعون عنك الطعام , والماء , رأيتهم يمنعون عنك حتى الحياة , شعرت بأنني ورقة يحركونها كما يشاءون , شعرت بأن التلال التي صنعتها من أوهاهم انهارت فقررت الرحيل والهروب من هذا الجحيم , لم أشعر بنفسي عندما دخلت إلى غرفتك وفك رباطك وتهريبك معي , صدقني مستعد الآن لأن أفعل أي شيء ليكفر عما فعلت"
استمع حميدة لكل ما قاله الشاب , وكان الليل قد بدأ ينسحب ليزيح الستار عن ضوء النهار الذي بدأ في الصعود إلى سماء المدينة , السيارة تركت سفح الجبل ونزلت بالقرب من نهر النيل الذي يحضن مدن مصر من أقساها إلى أدناها , الزحام خفيف على المعدية التى شاهد فيها الشابان الكثير من رجال الشرطة شعر الشاب وأقنعه حميدة بأن ينزلا ويسلما أنفسهم لهؤلاء وهناك ستكون الحماية من تلك الجماعة , اقتنع الشاب ونزلا من السيارة , ركبا المعدية وأول ما ركبا صرخ حميدة قائلاً :
"عاوز حد يوصلني للقسم أرجوكم"أنتفض الجميع واستنفروا ورفعوا أسلحتهم في وجه حميدة والشاب المرافق له وتم القبض عليهم وتسليمهم إلى مديرة أمن أسيوط ليبدءا في سرد ما لديهم من معلومات , كانت المعلومات التي أحضراها حميدة وعبد الرحمن الشاب الذي أنقذه ورافقه في تلك الرحلة قد أكدت الشكوك التي أثيرت حول الرائد "محمد عنابه" وفي ساعات بعدها تم اختراق موقع الجماعة والقبض على كل من فيه , أتبع ذلك قرار وزير الداخلية بالقبض على الرائد "محمد عنابه" ومحاكمته بالخيانة , القرار الذي نفذته مدرية أمن أسيوط بفرقة من فرق مكافحة الإرهاب حاصروا بيت الرائد واقتحموه ففاجئوا بجثة الرائد وزوجته وأبنائه الثلاثة
.
يتبع...................................................................

Friday, November 7, 2008

مارو ............ كل سنة وانت طيب

فكرت أكتب كتير
واعيد وازيد في الكلام
لقتني بكتب صديق
كلمة صغيرة
لكن ما فيها كتير
صديق , وصادق كمان
يكون معاك في المحنة
وفي فرحك يكون جمبك
ووقت الخطر تلاقيه
جمبك زي الغول
يحوش عنك الخطر
ويبقي عليك مسؤل
دور ع الصديق ولاقيه
ووعى في يوم تفرط فيه
ويوم ميلاده
لازم تهنيه
كل سنة وانت طيب
يا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الكلام ده لا شعر ولا نثر ولا أي حاجة بس هو أهداء للواد مارو علشان عيد ميلاده وكل سنة وهو طيب


Saturday, November 1, 2008

قبل ما .... قصة قصيرة

هذه القصة جائتني فكرتها بالأمس كنت عائداً إلى بيتي والدنيا ليل ولا يمشي في الشارع غيري
أتمنى تعجبكم وتنال رضاكم
قبل ما ...
قصة قصيرة
ما تلك الخطوات الثقيلة التي تتابعني كل ليلة , سألتهم جميعاً عن تلك الخطوات , بعضهم قال وهم
والآخرين قالوا أني جننت , ولكن كل هذا لا يهم , الخطوات الثقيلة تتبعني أينما كنت , كنت أسمعها بوضوح , كنت أخاف الليل , كنت أرتمي على سريري , جسدي يرتعش من الخوف , تتوقف الخطوات , أرمي الغطاء فوقي , أغمض عيناي , أحاول النوم , أرى نفسي ماضياً في ممر طويل , الظلام يحيط بالمكان , أصوات كثيرة أسمعها تناديني , هذا لأبي , وهذا لجدي , وهذا لعمتي , جميعهم موتى , لماذا ينادوني , أضغط على أذني , لا أريد أن أسمعكم , أصرخ , أقوم مفزوعاً , الجميع يلتفون حولي "ماذا بك؟" , "فزعتنا" , "كفى هلوسة يا فتى" , هكذا يقولون , لا أجد أمامي إلا البكاء , أبكي كما لو كنت طفلاً رضيعاً , يتركونني ساخطين , أيام تبعتها أيام , ومازالت الخطوات تلاحقني , ومازالت الأحلام تعذبني , ذهبت للطبيب سألته :
"ماذا بي يا طبيب , أنا لا أنام الليل؟"
نظر إلي نظرة يملؤها الطيبة , وقال:
"ليس عندي ما يفيدك , ولكن عندي ما أنصحك به , هذا قدرك ولا أستطيع أن أمنعه عنك"
زادني كلام الطبيب خوفاً على خوف , رجعت إلى المنزل خائفاً مرتجفاً , الخطوات تلاحقني , وأصوات الموتى تدوي برأسي , كرهت الحياة , شعرت بأني أتعذب وحيداً , الجميع يشعرون بأن ما أمر به مجرد وهم , ولكنني تعبت , ذهبت للشيخ , سألته عما يؤرقني أجابني :
"يا ولدي لا تخف , واستعذ بالله من الشيطان , اقرأ القرآن , ولا تنم إلا وأنت متوضأ , يا ولدي أدعي لله أن يحميك"
أراحني ما قاله الشيخ , توضأت وصليت , دعوت الله كثيراً يرحمني مما أنا فيه , بكيت كثيراً , يا ألهي أحتاج إليك , أرحمني من هذا العذاب , الخطوات وجدتها تقترب , شعرت بالخوف الشديد , جريت على أمي :
"انجديني يا أمي , جسدي يرتعش , الخوف يملئني , تلك الأقدام تريدني , أبي دائماً يناديني , أخاف يا أمي , ضميني إلى صدرك , أحتاج إلى الطمأنينة"
احتضنتني أمي , وقرأت بعض سور القرآن , كنت أحاول أن أدس رأسي في صدرها , الصوت يقترب أكثر , والذعر يملئني أكثر , صرخت بأعلى صوتي :
"ماذا تريد مني , يا صاحب الأقدام تعبت , هيا أكشف عما لديك , تعبت من وجودك الخفي هذا , هيا أعلن عن وجودك وارحمني من هذا العذاب"
صرخت أمي :
"كفى يا ولدي , لقد تعبت مما تفعله , سنذهب غداً إلى طبيب نفسي , أرجوك يا ولدي توضأ واذهب لتنام"
استمعت بما قالت أمي , وذهبت أتوضأ , شعرت بأن قدمي عاجزة عن تحملي , ووقعت , صرخت أمي , تجمع أخوتي , حاولت أن أحدثهم , ولكنني وجدتني داخل النفق المظلم , كنت أجري في كل اتجاه , كنت أصرخ , سمعت أصوات في أخر النفق , كانت أصوات بكاء عالية , جريت إليهم , وجدتهم أقربائي , كان والدي يقف على بجوار سرير ينام فوقه شخص , كان يبكي بصوتٍ عال , سألته
"ماذا يبكيك يا والدي؟"
نظر إلي نظرة حنونة , وأخذني في حضنه , وقال لي :
"يا ولدي , أتمنى أن تكون علمت الآن أسباب تلك الخطوات , وأسباب ندائنا المستمر , يا ولدي استكين الآن وارتاح , ولا تبالي لشيء أنت الآن وصلت للحياة الخالدة"
"أبنكم في ذمة الله , لقد مات بأزمة دماغيه .................................البقاء لله"