Saturday, November 1, 2008

قبل ما .... قصة قصيرة

هذه القصة جائتني فكرتها بالأمس كنت عائداً إلى بيتي والدنيا ليل ولا يمشي في الشارع غيري
أتمنى تعجبكم وتنال رضاكم
قبل ما ...
قصة قصيرة
ما تلك الخطوات الثقيلة التي تتابعني كل ليلة , سألتهم جميعاً عن تلك الخطوات , بعضهم قال وهم
والآخرين قالوا أني جننت , ولكن كل هذا لا يهم , الخطوات الثقيلة تتبعني أينما كنت , كنت أسمعها بوضوح , كنت أخاف الليل , كنت أرتمي على سريري , جسدي يرتعش من الخوف , تتوقف الخطوات , أرمي الغطاء فوقي , أغمض عيناي , أحاول النوم , أرى نفسي ماضياً في ممر طويل , الظلام يحيط بالمكان , أصوات كثيرة أسمعها تناديني , هذا لأبي , وهذا لجدي , وهذا لعمتي , جميعهم موتى , لماذا ينادوني , أضغط على أذني , لا أريد أن أسمعكم , أصرخ , أقوم مفزوعاً , الجميع يلتفون حولي "ماذا بك؟" , "فزعتنا" , "كفى هلوسة يا فتى" , هكذا يقولون , لا أجد أمامي إلا البكاء , أبكي كما لو كنت طفلاً رضيعاً , يتركونني ساخطين , أيام تبعتها أيام , ومازالت الخطوات تلاحقني , ومازالت الأحلام تعذبني , ذهبت للطبيب سألته :
"ماذا بي يا طبيب , أنا لا أنام الليل؟"
نظر إلي نظرة يملؤها الطيبة , وقال:
"ليس عندي ما يفيدك , ولكن عندي ما أنصحك به , هذا قدرك ولا أستطيع أن أمنعه عنك"
زادني كلام الطبيب خوفاً على خوف , رجعت إلى المنزل خائفاً مرتجفاً , الخطوات تلاحقني , وأصوات الموتى تدوي برأسي , كرهت الحياة , شعرت بأني أتعذب وحيداً , الجميع يشعرون بأن ما أمر به مجرد وهم , ولكنني تعبت , ذهبت للشيخ , سألته عما يؤرقني أجابني :
"يا ولدي لا تخف , واستعذ بالله من الشيطان , اقرأ القرآن , ولا تنم إلا وأنت متوضأ , يا ولدي أدعي لله أن يحميك"
أراحني ما قاله الشيخ , توضأت وصليت , دعوت الله كثيراً يرحمني مما أنا فيه , بكيت كثيراً , يا ألهي أحتاج إليك , أرحمني من هذا العذاب , الخطوات وجدتها تقترب , شعرت بالخوف الشديد , جريت على أمي :
"انجديني يا أمي , جسدي يرتعش , الخوف يملئني , تلك الأقدام تريدني , أبي دائماً يناديني , أخاف يا أمي , ضميني إلى صدرك , أحتاج إلى الطمأنينة"
احتضنتني أمي , وقرأت بعض سور القرآن , كنت أحاول أن أدس رأسي في صدرها , الصوت يقترب أكثر , والذعر يملئني أكثر , صرخت بأعلى صوتي :
"ماذا تريد مني , يا صاحب الأقدام تعبت , هيا أكشف عما لديك , تعبت من وجودك الخفي هذا , هيا أعلن عن وجودك وارحمني من هذا العذاب"
صرخت أمي :
"كفى يا ولدي , لقد تعبت مما تفعله , سنذهب غداً إلى طبيب نفسي , أرجوك يا ولدي توضأ واذهب لتنام"
استمعت بما قالت أمي , وذهبت أتوضأ , شعرت بأن قدمي عاجزة عن تحملي , ووقعت , صرخت أمي , تجمع أخوتي , حاولت أن أحدثهم , ولكنني وجدتني داخل النفق المظلم , كنت أجري في كل اتجاه , كنت أصرخ , سمعت أصوات في أخر النفق , كانت أصوات بكاء عالية , جريت إليهم , وجدتهم أقربائي , كان والدي يقف على بجوار سرير ينام فوقه شخص , كان يبكي بصوتٍ عال , سألته
"ماذا يبكيك يا والدي؟"
نظر إلي نظرة حنونة , وأخذني في حضنه , وقال لي :
"يا ولدي , أتمنى أن تكون علمت الآن أسباب تلك الخطوات , وأسباب ندائنا المستمر , يا ولدي استكين الآن وارتاح , ولا تبالي لشيء أنت الآن وصلت للحياة الخالدة"
"أبنكم في ذمة الله , لقد مات بأزمة دماغيه .................................البقاء لله"



17 comments:

ريمان said...

حمااااااااااااااداااااااااا

انا بس بحجز

هروح اعمل كوبايه شاى واتعشى واجى اقرا القصه

سلاموز مؤقت

بنت الاسلام said...

حماده علي فكرة المشكلة ديه واقعية وبتحصل كتير قوي اليومين دول قصة الخوف والرعب من المجهول واحدة قريبتنا لسة متجوزة من سنة وشهرين نفس المشكلة خايفة من بيتها خايفة من كل حاجة حواليها لغاية ماجوزها زهق منها وبيفكر يطلقها والي يحزن ان عندهم طفل صغير

ايه الاسباب

انا اظن انه البعد عن الله وضعف العقيدة والايمان

ربنا يقوي ايمانا يارب

تحياتي

اسلوبك جميل وعرضك مؤثر

ريمان said...

حماااااااااااادااااااااااا


ياااااااااااااااه

على فكره انا بحب القصص الكئيبه موت

وزى ما قالت بطه ان فعلا القصه دى بتكون واقعيه فى بعض الحالات وبنشوف زيها كتير فى ناس بتخاف من المجهول

امتعتنا يا حماده بسردك الجميل للقصه

سلاموزات يا حماده

احمد الجيزاوى said...

حبيت اشبع روحى بوجبه فنيه روائيه كبيرة ملقت احسن من كاتبنا الهمام حكادة زيدان ابن الصعيد
عموما الخوف من المجهول دة مرض

تحاتى واتمنه من الله ان اراك قريبنا فى مصر
احمد الجيزاوى

Unknown said...

البقاء لله.........مات بس حلوة ومش مفقوسة........بجد جامد يا ابنى

أية الشقية الشعنونة said...

استكين الان وارتاح
انت الان وصلت للحياة
الحياة الخالدة

طعمم النجاح لو دقته مش هتصدقه
سر النجاح ان انتا لازم تخلقه
من صرخة الأة نبتدى من عندها
جدد حياتك فجر طاقاتك كلها

لم أقرأ مثلها يوما

واحلفلك بالله لقد ابكتنى

احسنت احسنت احسنت

بجد انا مبسوطة جدا انى قريت بوست زى ده بوست هادف ومن القلب ووصل للقلب

خالص واشد تحياتى وتمنياتى بالتوفيق
وان اراها يوما فى كتاب بين يدى
يدعى مدونات حماده زيدان

Unknown said...

الللله قصه بجد معبره و مؤثره و جميله جدا
و فعلا عايزين نشوف كتابك بقى :)

salwa said...

السلام عليكم اخ حمادة
رائع ما كتبت,سلمت يدك
نعم فلنستعد دائما لساعة الغفلة
ساعة ملاقاة رب العالمين
سلام

ميرا ( وومن ) said...

حمادة ازيك

هاقول ايه يعني هايلة كالعادة بالرغم من انها مأساوية شوية

ربنا رحمة عقبال ما يرحمنا

أجدت كالعادة

تحياتي

ابراهيم said...

لك تحياتي علي قصتك الرائعة التي تناقش جانب من تعلق الانسان بالاخرين او من حولة من خلال حباتة السابقة معة
ابراهيم

ابراهيم said...

لك تحياتي علي قصتك الرائعة التي تناقش جانب من تعلق الانسان بالاخرين او من حولة من خلال حباتة السابقة معة
ابراهيم

z!zOoOo said...

السلام عليكم

أزيك يا أخ حماده

أظن نسيتني يلا مش مهم

المهم قصه حلوه

بس الاهم من القصه مغزاها

هل إنت بتعمل لمغزاها

هل فعلا مستوعبها

أظن أنك فاهمني

اتمني ان الكل وانا اولهم مننهالش بكلمات المديح دون فهم

أـمني توصلنا المعاني صح ونقدر الامور صح

ووجعت عينيا يا عم حماده قصصك طويله

وال قصص قصيره ال

في تألق دايما وربنا يزيدك بصيره

وصباح النداله

وعذرا للأطاله

وفي رعايه الله

بنت مصريه said...

جميله القصه قوى يا حماده
بس كان لازم يروح لدكتور نفسى لان دى كلها هلاوس سمعيه
وتؤدى بالفرد الى الجنون
احييك يا حماده

الى بنت الاسلام
لاتظلمى قريبتك هذا ليس بعد عن الله
انا استشاريه نفسيه
وبقولك ان كل اللى عندها ده مخاوف مرضيه تحتاج الى طبيب نفسى وليس الطلاق

Unknown said...

حمادة ازيك
عارف سبحان الله القصة بجد واقعية ممكن احساس الفرد بعدم الامان او هوس الخوف من المجهول او حتى المستقبل المظلم شئ صعب اننا نفكر فيه عشان كدة اللى بيفكروا بتعبوا
لانهم مش عندهم فكرة صائبة لبكرة وممكن قله ارتباط بالله عزوجل
تحياتى لك والقصة جميلة سلمت اناملك

Unknown said...

يوم الجمعه 14/11بأذن الله
هنروح نزور دار ايتام فى بورسعيد اللى يحب يشرفنا
ياريت تنورنا ونحاول نرسم بسمه ونتعاون على البر والتقوى
وبعدها هنقعد مع بعض شوية طبعا لو تحبوا
التفاصيل عندى بالمدونة
اعتذر لكنه ليس اعلان لكنها دعوه للخير

دينا حامد said...

مش عارفه ايه الحزن ده البوست ده كئيب ويمكن اول مرة اشوف عندك حاجة فيها كمية الكابه دي كلها
والله ياحماده اوقات كتير بنعاني نفس المشكلة الخوف من المجهول بس مهما هربنا المكتوب لازم نشوفه

عجبني جدا البوست ده
تحياتي

Anonymous said...

حمادة

قصتك تحمل عدة أوجه

هو خوف الأنسان دائماً من المجهول ،

عندما نبتعد عن الله نخاف من كل شيء .


لكن ما رأيت في قصتك أن ما كان يحدث هو إشارات للبطل ، لموته القريب ، عله يغتنم آخر الفرص .


اللهم أحسن خاتمتنا .


تسلم يا حمادة .

أخوك دائماً نيجــر .