Thursday, December 11, 2008

النقاب والإسلام

تحديث
هذا البوست رأي شخصي أنا لا أملك أن أقول على شيء حلال أو حرام لأني مش ربنا , ده مجرد رأيي وبس
الموضوع ده أهداء للبت رومة وكلمة صغيرة هقولها قبل البوست , ربنا كرم المرأة وادلها حقوق زيها
زي الرجل , المرأة ليست شيطان ولا وشها هو مبعث الشرر في الدنيا

في بداية الموضوع أحب اؤكد احترامي الكبير لكل المنتقبات ودي طبعاً حريتهن الشخصية , أما عن

النقاب فأنا أختلف معه قلباً وقالباً , لأنه ببساطة مجرد زي حاولوا أهل الجزيرة العربية وسيحاولون كثيراً حتى يصدروا لنا ثقافتهم باسم الدين , لنتحول نحن المصريين من ثقافتنا وحضارتنا المصرية التي امتدت سبعت ألاف عام إلى مجرد تابعين لعادات وتقاليد دولاً ليس لها حضارة تذكر .
!!سيهاجمني الكثير ويقولون الرسول "صلى الله عليه وسلم" كان منهم
نعم رسول الله كان منهم وهو السبب في تكريم تلك المنطقة , ونحن كمسلمين أمر علينا طاعة رسول الله , ولكن هل النقاب من أوامر الرسول "عليه الصلاة والسلام"
سأجيب على هذا التساؤل بحديثين شريفين
عن عائشة رضي الله عنها، أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت على رسول الله وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه سلم وقال "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه " رواه أبو داود.
وهو حديث يؤكد لنا أن المرأة المسلمة لا يظهر منها إلا وجهها وكفها .
‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏أنه قال ‏ ‏قام رجل فقال يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في ‏ ‏الحرم ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا تلبسوا القمص ولا السراويلات ولا ‏ ‏البرانس ‏ ‏ولا العمائم ولا الخفاف إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطعهما ما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا من الثياب مسه ‏ ‏الزعفران ‏ ‏ولا ‏ ‏الورس ‏ ‏ولا تنتقب المرأة الحرام ولا تلبس القفازين
هناك من سيقول أن الرسول إذا أمرها أن تخلع نقابها في الحج يبقي منطقي أن تكون منتقبة قبل الحج , أحب أرد عليهم بأن لباس النساء قبل الإسلام وفي الجاهلية كان النقاب لأنهم كانوا يعتبرون المرأة "شيطان" أوجدتها آلهتهم لفعل المحارم بها , وعندما نزل الإسلام كرمها وجعل لديها كرامة وحدد كل أفعالها مواثيق ولم تصبح جارية ولا شيطان كما كانت قبل الإسلام .
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏والعمل عليه عند أهل العلم ‏
وهذا الحديث أطرحه للجميع , كيف النقاب هو فرض على كل امرأة مسلمة كما تقولون وعند الذهاب للحج وهو أعظم الفرائض في ديننا الحنيف لا تنتقب ولا حتى تلبس القفازين بيدها
:سؤال للجميع
هل ديننا متناقض لكي يفرض النقاب في الأيام العادية وعند الذهاب لبيت الله الحرام يأمر رسول الله نسائنا أن يذهبن بدون النقاب
:هذا رأي الدين في النقاب أما عن العقل فسيكون حديثي القادم
أولاً: كيف للدين الذي حرر المرأة من العبودية وحدد لها قوانين نزلت بها سورة قرآنية أن يجعل منها شيئاً مكروهاً للدرجة التي تجعله يؤمرها أن تتخفى خلف ستارة كما لو كانت مجرمة تختفي من العقاب
ثانياً: المرأة لم يخلقها الله لتكون شيطان نخاف منه ونحبسه في البيت وعندما تخرج للشارع نحبسها خلف ملابسها حتى لا تظهر وتفتتنا نحن المعذبين من الجنس
ثالثاً: النقاب يزيد الفاحشة في الأرض , وكم من العاهرات اللاتي يتنقبن للهروب من الشرطة , وكم من الرجال الذين يختبئون في النقاب لعمل أشياء مهينه , وكم , وكم , وكم , الكثير من المصائب تختفي خلف هذا النقاب.
في النهاية أحب أقول لكل المنتقبات , نقابكن تزايد على ما أمركن به الله , لقد كرمكن الله من سبع سموات , ووضع لكن الحدود في الزواج والطلاق والميراث ونقلكن من العبودية إلى الحرية , ومن أسر البيت , إلى حرية العمل , إلى كل المنتقبات , "نقابك يهينك , أنتِ لست جرم ووجهك لم يحرمه الله عليك , أخلعي عنك هذا الزى , أخلعي عنك تلك الإهانة واخرجي للحياة بوجهك الذي كرمه الله كما كرمك , فأنتِ لست بعروة , لماذا نحاول دائماً أن ندفن كل شيء في المرأة , صوتها عورة , وجهها
عورة , سلامها عورة , المرأة خلقها الله لتتم هذه الدنيا بعملها , ودينها , ولم يخلقها لكي تكون مجرد عورة تمشي على قدمان

Saturday, December 6, 2008

!!! حكاية

كل سنة وكل خرفان الدنيا بألف خير لأنهم يا عيني بيعدوا تنازلي في الحياة ... معلش يا رومة هأجل موضوع النقاب لبعد العيد أستحملينا بقي ... هسيبكم مع الحكاية دي ويارب تعجبكم ... وعيد ضحية مبارك , ولا بلاش مبارك نقول عيد ضحية سعيد أحلى


!!! حكاية


ما تلك العائلة , أين أنا؟ , أين أخوتي؟ , أين أقاربي؟ , لقد تم نقلي عبر سيارة صغيرة لا تليق
بمكانتي , ووجدتني في حارة تملئها مجموعة من الأبواب والشبابيك , الحارة ضيقة , ومن فيها كثيرين , الجميع ملتفون حولي , أطفال , وشباب , ورجال , ونساء , ظللت أقول
"من أنتم؟ , ومن الذي جاءني إليكم؟ "
:لم يسمعني أجد , أجدهم أغبياء , لا يدركون قيمتي , ظللت أصرخ فيهم
"أريد الطعام , جوعان يا أغبياء , أريد الطعام"
:لم يسمعوني , ووجدت أضخمهم يتحدث بغباء
"تعالا يا كبير , فضنا لك المخزن بحاله لك"
ما هذا المعتوه , وما يقول , أنا , بعد كل تاريخي هذا , أسكن مخزن !! , أعبيط هذا !! , أعلنت رفضي , ظللت
أتحرك يميناً ويساراً , لعلهم لا يطيعوه , وينسوا هذا المخزن , ولكنهم لم يفهموني ,


تحرك , يميناً ويساراً , لعلهم لا يطيعوه , وينسوا هذا المخزن , ولكنهم لم يفهموني , شعرت باليأس فصرخت


"جوعان يا عالم , أنقذوني واحضروا الطعام"
:نطقت بتلك الكلمات وتوقعت أن يجبوني بالطعام , ولكنني وجدت نفس الشخص الأبله يقول
"لا تحضروا له الطعام , لقد وصل حالاً من السفر , ومؤكد ليس جوعان , هيا نأخذه للمخزن"
ما هذا الرجل , ولماذا لا يكف لسانه عن الحركة ولا أسمع له صوتاً , للأسف وجدتهم يطيعوه , تحركت معهم , وذهبنا سوياً للمخزن الذي وجدته واسع , ونظيف , سعدت بمكان النوم , ولكنني مازالت جوعان , ودعوني كلهم , وأغلقوا باب المخزن علي , وبدأت أشعر بالوحدة , تذكرت أبي , وأمي , وزوجاتي اللاتي كنت أصبو إليهن واحدة تلو الأخرى , تركت كل تلك المشاعر , ووجدت بطني تعلن عن رغبتها في الجوع , لا لن أحتمل , لابد من الخروج , الباب مغلق , يا ألهي كيف أخرج من ذلك المأزق , تذكرت الآن أسلحتي التي وضعها الله لي , تحركت بقوتي كلها , وبسلاحي ضربت الباب , الذي أنفتح من أول ضربة , خرجت للحارة , شعرت بأني استعدت جزء من حريتي التي فقدتها , جريت هنا وهناك , بحثت عن الطعام فلم أجده , كدت أجن , ما تلك الحارة اللعينة , وقفت وحيداً أفكر في كيفية الخروج إلى الشارع , أمامي بناية أعتقد أنها في بداية بنائها , ويوجد بها رجل نائم , سأخرج من ذلك الباب إلى الشارع , جاءتني الفكرة , والتنفيذ ما أسهله , بدأت في التحرك والدخول إلى البناية , ولكنني استمعت إلى صوتاً لا أحبه كثيراً , لقد استمعت إلى نباح الكلاب من حولي , تعطلت قدمي عن التحرك , والخوف ثبتني مكاني , حتى استمعت إلى باب المنزل ينفتح , وتسربوا من المنزل ثلاثة أشخاص , ذهبوا للمخزن للسلام , فلم يجدوني , صرخوا وهللوا , ولكن أصغرهم وجدته يصرخ
"ها هو , الحمد لله لم يُسرق"
:وجدت الجميع يجرون علي , وقفت مكاني منتظرهم , حتى اقترب إلي أنحفهم , وحضنني , وبحنان قال
"الحمد لله , لقد كان أحدهم سيسرقك يا عزيزي , حمد الله على سلامتك يا عزيزي "
وجدتهم بعدها يهللون , ويذكرون كلمة "السرقة" كثيراً , لقد تخيلوا هؤلاء الحمقى أن أحداً يستطيع سرقتي , ضحكت عليهم كثيراً في سري , ووجدتهم يعلنون من ساعتها أنني سأكون ضيفهم وفي بيتهم , فرحت كثيراً بهذا الخبر , ودخلت معهم بيتهم مرة أخرى , وضعوني في مدخل البيت , وأحضروا لي بعض الطعام , أكلت , وحاولت النوم , ولكن النوم بعيد المنال , جلست لا أفعل شيئاً , ولكنهم لم يتركوني في حالي , كل خمس دقائق الباب ينفتح , وينغلق , شعرت بالزهق , وبدأت أعلن مواقفي على الملأ , كل من يحضر إلى البيت كنت أضربه بسلاحي , كانوا يخافونني , وفي النفس الوقت يعطفون علي ويأكلونني كثيراً , كان ليلي يستمر للخامسة صباحاً , عندها استيقظ , وللأسف لا أجد طعامي أمامي , وقتها أثور , وعلى غرفة أحدهم التي توجد جواري , أخبط له , وأزعق , .وأصرخ , حتى يفتح الباب لي , ويذهب لإحضار الطعام

أيام قليلة وجدتها تمر , وأنا على نفس الحال , أأكل , وأنام , وأستيقظ , وقليلاً ما أضرب هذا أو هذا , فأنا بطبعي لا أحب الشر , إلى أن جاء اليوم الذي وجدت فيه الجميع متزينون ولابسون ملابس جميلة , ما هذا , لماذا الجميع استيقظوا في نفس ميعاد استيقاظي , نظرت للجميع , رأيت في وجوههم السعادة , وضعوا لي الطعام ورحلوا والتكبير يدوي في المساجد
"الله أكبر ... الله أكبر"
أكلت ما وضعوه لي من طعام وانتظرت عودتهم , قليل من الوقت ووجدتهم يعودون , شعرت بالسعادة لأنني أحببتهم , نظرت إليهم , وجدت بينهم شخصاً لم أراه من قبل , كان مرتدياً جلباب ملطخ بالدماء , وماسكاً بيديه سكيناً كبيراً , وجدته يقترب إلي , ممسكاً بسكينه في وجهي , شعرت بالفزع جريت هنا وهناك , صرخت , ولكن الجميع ألتف حولي , ووجدت الرجل يقول
"حلال الله ألله أكبر"
ووجدت سكينه ينغرس في رقبتي , شعرت بالألم , ووجدت الجميع فرحين بدمائي التي تناثرت على أرضية الحارة , ووجدت الجميع يهنئون بعضهم , ويقطعون جسدي ليذهب إلى الفقراء , والأصدقاء ,
وإلى أفواههم الكثيرة , عندها علمت أني "خروف" , وأن الله خلقني لكي أكون ضحية وطعام للفقراء
ملحوظة
الصورة طبعاً متاخده من عالنت ... حقوق النشل محفوظة

حمادة زيدان

Monday, December 1, 2008

لحظات قاتلة ... قصة قصيرة

.أولاً : أسف للتأخير وده لأسباب منها وفاة جدي والد أمي
ثانياً : "حميدة" طبعاً فقري ولفقره هكمله كمان شوية لأني أنشغلت عنه ولسه مخلصش
ثالثاً : موضوع النقاب والرد بتاع رومة طبعاً أنا بجمع معلومات وأكيد هعمل بوست كامل على ردها
رابعاً : أنا مش فاتح المدّونة للأعلانات , أرجوا من كل بني آدم عاوز يعلق إما أنه يعلق في الموضوع أو يرحمني من وجوده
لحظات قاتلة
قصة قصيرة
خطوتان وتصل للباب ... دقات الساعة تدق الرابعة عصراً ... تنظر إلى الساعة وتهم بالرحيل
"أنتِ امرأة فاجرة .. ولا تستحقي الحياة"
نظرت إلى صورة لرجل معلقة في صالة المنزل
"أنا لست فاجرة يا معتوه .. لماذا تصر على أن تحملني ذنباً ليس بذنبي"
هاتفها يعلن عن استقبال مكالمة جديدة ... نظرت إلى الهاتف , حاولت أن ترد , ولكن شيئاً ما منعها , نظرت أكثر إلى الهاتف الذي لا يهدأ عن الرنين .. حاولت أن تخفيه عن عينها , جعلته "صامت" ووضعته في حقيبتها .. جريت إلى غرفة نومها , أخرجت ألبوم صور , جلست تقلب في الصور , صورة تتبعها صورة , ذكريات تدافعت مع كل صورة
"أرجوكِ نسيني تلك المرأة"
"كنت وفية ولم أخون"
هكذا حدثتها نفسها ... نظرت إلى الصور , كانت يحب تلك المرأة بجنون , لم ينساها , تذكرت همهمته باسمها عند نومه , أحبته بكل جوارحها
"حاولت أن أأخذ دورها"
هكذا قالت لنفسها , لملمت صورها , وأخرجت هاتفها من حقيبته
"أحبك , وإذا لم تحبيني , سأظل أحبك إلى الأبد"
كانت رسالة منه
"لم أحبه ولكنه أحبني"
وجدت لسانها ينطق بها
"لا لن أخونه"
حدثتها نفسها , .. أغلقت الألبوم , وهمت بالخروج
"ليه بتأخري في شغلك يا هانم؟"
.... هكذا تذكرته
"يا بنتي زوجك مريض , لو حبتيه لازم تفضلي جواره"
قالتها أمه
"أرجوكِ أنتظرك , شوقي إليكي فاق الحد , سأنتظرك لنهاية عمري"
رسالة أخرى , وعذاب آخر ... تذكرته ... شاب , صغير , وسيم , جاء الشركة , حديث العمل بالهندسة , تكبره بسنين قليلة , ولكن خبرتها أكبر , زادت اللقاءات بينهما , علمت أن خبرات الشاب في الحياة بسيطة كهيئته , شعرت بتعلق الشاب بها , حاولت أن تبعده عنها , ولكنه كان كمن وجد "أمه" بعد فراق , أحبها وغمرها بالكلمات الجميلة
"هما كل النسوان عاوزين موتهم ... كلمك , كلمتيه , حاول يبوسك صح؟ ... باسك؟ عارف أنا مغفل وأنتِ عامله فيها شريفة"
تساقطت دموعها , فتحت هاتفها , بدأت في الكتابة
"حبيبي أنا خايفة أخونك ... أرجوك أنقذني من الخيانة ... أرجوك حاول تحبني , حاول أن تبادلني الحب بالحب , ولا تخونني حتى لا أخونك"
كتبت تلك الرسالة , يدها ترتجف , حاولت أن تضغط على "زر" الإرسال , لم تطاوعها يدها , وفي لحظات مسحت رسالتها , الهاتف ينير , رقم ذلك الحبيب المعذب يرقص مع إضاءة الهاتف , شعرت بأن شيئاً ما يجذبها لكي ترد , تذكرت سؤاله عنها دائماً , تذكرت دفء يديه عند السلام , تذكرت دموعه التي لم يخجل منها عندما علم بزواجها , تذكرت كل هذا , وضعت أصبعها على "زر" الإجابة ,
:قالت
".........................ألو"
دقات عنيفة سمعتها على الباب ... خرجت مسرعة , ألقت الهاتف على سريرها
"ألو ... حبيبتي ... أجيبي ... ستكون نهايتي فداء لحبك ... إن لم تجيبي سيكون انتحاري لأجلك , أجيبي ... ألو ... ألو ...ألو"
ظل يصرخ في هاتفه , كان يسمعها تصرخ
"لم أخونك , أنا مش خائنة , لا ترمي لي خيانة زوجتك , أنت لم تحبني , طلقني , طلقني , ... أنت مجنون , أنت مجنون بالخائنة ... طلقني وأريحيني من هذا العذاب"
ظل يصرخ هو على هاتفه
"لا تضربها ... لا تضرب ملاكي"
كان صوتها يزداد حدة , زادت صرخاتها
"فاجرة , عاهرة , جميعكم عاهرات , مصيرك الموت"
الأصوات تشابكت , أغلق هاتفه وعزم موقفه , نزل مسرعاً من بيته ... كان يريد أن ينقذها حتى ولو مات هو ... ظل يجري
"لقد نقلت منزلي جوارك حتى لا تكوني بعيدة عني"
هكذا وجد نفسه يخبرها
"حرام عليك لا تزيد جراحي .. أنا متزوجة وأحب زوجي .. من فضلك لا تقتلني بحبك هذا"
تذكر ردها والدموع تنساب من عينيه , وصل البناية التي تسكن فيها , هاتفه يرن , نظر إلى شاشة الهاتف , وجد رقمها
"ألو يا حبيبتي"
هكذا قال
"لم تعد موجودة ... لقد قتلتها ... كانت خائنة ... خائنة ... خائنة"
.هكذا استمع

حمادة زيدان

Friday, November 21, 2008

حميدة ... قصة طويلة

في البداية أحب أقول شوية حجات كتيرة
أولها
موضوع الصك بتاع الحكومة ... مش عارف الموضوع ابتدي بألفين جنية ... وبعد كدة الموضوع اتسخط ل 400 جنية ويمكن أقل ... مش عارف لغاية ما الموضوع يتم ويبقي قانون هيوصل لكام ... أنا خايف في الاخر يطلبوا مننا فلوس
تانيهم
موضوع الكتاب بتاع النقاب اللي لسه سامع عنه النهاردة ... الكتاب اللي هيصدر عن الأزهر واللي بيقول أنه النقاب "عادة" ومش "عبادة" ... بصراحة من جوايا فرحت أوي لأنه أنا من زمان مقتنع أنه النقاب مجرد عادة خليجية وليس بها من الاسلام في شيء
تالتهم
الجزء الأخير من حميدة هيكون قريب جداً
طولت عليكم بس استحملوني بقي معاكوا حميدة
حميدة
الجزء الخامس
.......................
حملات مكثفة أتبعت ذلك في المنازل , وعلى الجبال , وفي حقول القصب التي دمر منها الكثير , تم القبض على الآلاف البريء منهم والجاني , سقط الكثير والكثير من قادة وزعماء الإرهاب , وتفوق الأمن على منابع الإرهاب , أختنق سكان المدينتين , وانتشرت السرقات وأعمال البلطجة من الأمن , كادت أن تحدث كارثة , هاجر من استطاع , وأغلقت الكثير من المحلات , كان الوضع أشبه بالكابوس , حتى كانت الزيارة التاريخية لوزير الداخلية , والتي أعلن فيها فك الحظر عن مدينتي ملوي وديروط , لتعود بعدها الحياة إلى الصعيد بعد أن تكبد خسائر كبيرة .
في ظل كل هذه الأحداث أصبح حميدة هو حديث وسائل الإعلام التي تحدثت عن شجاعته وبطولاته الكثيرة , وتم تكريم والديه , وفي ليلة وصفها أهل القرية ب"ألف ليلة وليلة" تم زفاف "حميدة" على بنت عمدة القرية الآنسة "عبير محمد طه" في حفل كبير حضره محافظ أسيوط , ومدير مدرية أمن أسيوط نائباً عن السيد الرئيس , شعر الحج "محمد" والد حميدة بالفخر الشديد , ووقف يستقبل المعازيم الذين وفدوا من كل مكان لحضور هذا العرس , نسي الرجل عذابه بالسجن على شيء لم يفعله , نسي الرجل شعوره بالظلم , نسي الرجل كل شيء ولم يتذكر إلا التكريم المتواصل من كل أنظمة الدولة , الدموع ملئت عيناه وتناثرت على خده , لاحظه "حميدة" بكاء والده , استأذن عروسه وذهب لوالده يملؤه القلق والخوف , سأله بصوتٍ حنون :
"ليه بتبكي يا بوي؟"
نظر إليه والده نظر حنونة , وأخذه في حضنه , وقال له :
"يا ولدي ببكي من فرحتي بك , أنت بطل زي أخواتك , أنا فرحان قوي يا ولدي الليلة"
انتهت الليلة بكل ما فيها من صخب , ونفاق , وحب , طلعا حميدة وزوجته إلى غرفتهما تصطحبهما دعوات العائلتين , وبعض أحقاد الحاقدين من زواج بنت عمدة البلد الحاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم من حميدة الغير متعلم , كان من بين هؤلاء النقيب "احمد حسني" الشاب الذي كان متحمساً جداً في ليلة زفاف ابنة عمه , التي أحبها بشدة وأخلص في حبه ولكنها في النهاية اختارت حميدة , شعر بالغضب الشديد كلما تذكر أن حبيبته قد اختارت إنسان جاهل , أخرج كل أحقاده في نشاطه الزائد في ذلك اليوم , أوصلها إلى البيت , ومن باب المجاملة أوصى "حميدة" عليها , وتركهم ورحل تملؤه نار الحقد والكره ل"حميدة" الذي كان في تلك اللحظات يعيش أجمل لحظات حياته على الإطلاق .
استيقظت "عبير" من نومها فوجدت حميدة نائماً , قبلته , وتذكرت أول لياليهم وكيف كان "حميدة" حاداً , غليظاً , في معاملته الجنسية معها , تذكرت أحلامها في فارس أحلامها , نظرت إليه وتحيرت , "لما تزوجته؟" هكذا سألت نفسها , لم تجد إجابة , طوال حياتها تهوى الشهرة , تقدم لها الكثير , ولكنها رفضتهم جميعاً , كانت تبحث عن فارسها , حبها للظهور جعلها ترفض أبن عمها الضابط , الشاب , الوسيم , واختارت "حميدة" الذي كانت صوره وأخباره تلف مصر كلها , اختارته هو رغم فقره , وجهله , وجدت نفسها تطارده , اختلقت الحجج حتى تذهب لبيتهم , صادقت شقيقته زوجة الدكتور , وعرفت عن أخاها كل شيء حتى تحقق لها ما تمنت وجاء "حميدة" يطلب يدها , رفض والدها , ورفضت عائلتها , ولكنها وافقت , وأصرت , وفي النهاية وجدت نفسها بين زوجته وتحقق لها ما أرادت , تذكرت كل هذا وهي ناظرة إليه , فتحت جرائد اليوم , نظرت إلى صورتها معه , فرحت كثيراً ولكنها صدمت من معاملته معها في ليلتهما الأولى , صدمتها غطت على سعادتها برؤية نفسها في أكثر من جريدة , حاولت أن تنسى كل ذلك , وأيقظت "حميدة" الذي استقبلها بقبلة طويلة لم تحبها كثيراً , جهزت طعام الإفطار , فطروا وبدءوا في استقبال الضيوف الذين توافدوا منذ ساعات الصباح إلى نسمات الليل , ظل توافد الضيوف لأسابيع , الملل تملك من "عبير" وأصبحت غير قادرة على مصارحة زوجها بمشاعرها , كانت تمثل دائماً السعادة حتى لا تشعر بخطئها , كانت تقاوم , وتقاوم ذلك الشعور حتى جاءهم أبن عمها النقيب "أحمد حسني" وجدت بعينيه حب قديم , شعرت بأن هذا الشاب هو صاحب الحق بقلبها , شعرت بأن شيئاً خطأ يحدث لها , كيف لها أن تحب الآن من رفضته , كيف لقلبها أن يخون , أوقفت نظراتها على الفور , ولم تستجيب لنظراته , لم يفهم "حميدة" ما تمر به زوجته ولم يحتويها , حتى انتهاء موعد أجازته وجاء وقت العمل , علم بنقله إلى القاهرة , غضب كثيراً لنقله بعد كل هذا التكريم , وفرحت هي , ودعته ورسمت على وجهها علامات الحزن , كانت سعادتها ليس في فراقه ولكن سعادتها الحقيقة هي لترتيب أوضاع حياتها من جديد , وصل حميدة إلى مكان عمله الذي فوجئ بأنه في مكان بمدينة نصر , علم بعد ذلك بأن ذلك هو مبنى من مباني "أمن الدولة" , شعر بشعور غامض ومخيف وزاد هذا الشعور عندما وجد "أحمد حسني" رئيساً له .
لم ينتظر "عبد الله رحيم" دوره في العمل بعد أن أنجز في تعليمه إلى الإعدادية التي أخذها وترك بعدها الصعيد ليسكن عند خاله المدير لمدرسة الصالحية الثانوية للبنين , جاء "عبد الله" طفلاً , حاول الطفل أن ينزل للعمل , حاول أن يبدأ في العمل في سنه هذه , ولكن الخال لم يوافق وأصر على أن يتم الطفل تعليمه , ومرت سنين مات الخال , وصار الطفل شاب , أتم تعليمه الجامعي وتم تعينه معيداً بكلية الحقوق جامعة القاهرة , ليتزوج بعدها من ابنة خاله , شعر "عبد الله رحيم" أن تلك الزيجة كانت وش السعادة عليه , فقد أتم دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه في "القانون الجنائي" ليتم بعد ذلك مكتبه الكبير في وسط القاهرة الذي أصبح فيما بعد من أشهر مكاتب المحامين بالقاهرة , أنجب الأستاذ "عبد الله" اثنان من الذكور , تعلم الاثنان كان كآبائهم حفزهم الوالد على حب العلم المصحوب بالتدين الشديد , عشق "محمد" الابن الأصغر السياسة , وتعمق فيها , كره عبد الناصر لبعده عن الدين ومحاربته "للإخوان المسلمين" واعتبره من الفاسدين , ولم يحب السادات بعد معاهدة "كامب ديفيد" أكمل "محمد عبد الله" تعليمه في كلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" حتى وصل إلى أن أصبح معيداً بها ليكمل بعدها تعليمه العالي حتى وصل لأن يكون وفي سن 30 عام إلى دكتور "علوم سياسية" , ظل الدكتور "محمد عبد الله" في كليته حتى فوجئ بنقله من جامعة القاهرة إلى كلية الحقوق بجامعة أسيوط , لم يحزن , واعتبر هذا ضريبة التزامه الديني , نزل إلى أسيوط , شعر بالألفة بينه وبين أهله الذين التفوا حوله وحولوه إلى كبيرهم , جاءت الدراسة وبدأت الطالبات والطلاب في الحضور , وسامته وتأخره في الزواج , جعلت حرباً من الطالبات للوصول إليه , فكانت محاضرته تملئ بالطالبات اللاتي يلبسن أجمل ما لديهن , وجدها من بينهن , ملابسها فضفاضة , شعر بأن عينيه لا ترى سواها , كان يستوقفها كثيراً بالأسئلة , كانت تجيبه بشجاعة وذكاء , شعر بأن تلك الفتاة هي زوجة المستقبل , سأل عنها وعرف كل شيء عنها , بعدها استأذن والداه وشقيقه في الحضور , وتم خطبته على الآنسة "زينب" ابنة الحج "منصور" وشقيقة "حميدة" كانت "زينب" نعم الزوجة الصالحة , جاء الإرهاب وتعاطف الدكتور الشاب مع الشرطة في حربها تلك , لم يقنعه هؤلاء الآخذين من الإسلام شعاراً لهم , حاربهم بكل قوته , كان يحاربهم ويحارب أفكارهم في الجامعة , وفي التلفزيون الذي كان يتهافت عليه في ذلك الوقت , تعرض للاغتيال مرة , كان يعتبر كل هؤلاء مندسين على الدين , ظل على محاربته حتى استطاعت الشرطة أن تتخلص منهم , وانتصرت في حربها عليهم , شلال من الذكريات عصف برأس الدكتور "محمد عبد الله" لم يفيق إلا على صوت زوجته التي قالت :
"أنا جهزت ياللا جهز نفسك أخويا ومراته جايين عندنا النهاردة" أطاعها صامتاً وانتظرا قدوم الضيوف .
.....................................................
سنين مرت , تغير فيها حميدة كثيراً , وتغيرت الحياة في مصر أكثر , زادت قوة المعارضة , وانتشرت الحركات المضادة للنظام , وانتشر أمامها توحش الأمن , وزادت الصحف المستقلة المعارضة , وتحول رؤساء تحرريها إلى أبطال شعبيين يحتفي بهم الشعب ويحترمهم , وتغيرت طبائع الناس في الشارع المصري , وأصبح عدوهم الأكبر هو الشرطة ورجالها بعد زيادة حالات الانتهاك داخل أقسام الشرطة , في وسط كل هذه التغيرات , تحول حميدة من مجرد عسكري شرطة ينفذ الأوامر , إلى وحش يدمر ما يؤمر به , لا يعبأ بإنسانية أحد , يغتصب تلك , ويعتدي على هذا , كان يفعل ذلك بنفسٍ رضيه لا تعبأ لشيء , أصبح "حميدة" بعبع الداخلية وكرباجها الذي لا يفرق في لسعته بين طيب وشرير , بين مذنب وبرئ , أو حتى بين رجل وامرأة , توفي والده , لم يتأثر ولم ينزل إلا وقت الجنازة , شيع والده إلى مثواه الأخير , لم يلتقي بأمه أو بشقيقته , كان كمن يؤدي واجب يتأذي منه , انتهى من مراسم الدفن والجنازة , وبعدها بساعة ركب القطار , تذكر والده , ولام نفسه كثيراً "لماذا لم أبكي؟" هكذا قال لنفسه , تساقطت دموع عيناه , تذكر زواجه وكيف وجد عروسه فاتنة الفاتنات , لم يسأل نفسه يوماً , لما أحبته رغم فقره وجهله , تذكر سخريتها منه دائماً ومعايرتها له , تذكرهما في أحضان بعض , شعر بأن دمائه تغلي ناراً , يتذكر المشهد كما لو كان يراه الآن , "حميدة لازم تريح نفسك , أنت في أجازة , ياللا انزل بلدكم وانبسط "
فرح بشدة , لم يتصل بزوجته لتكون مفاجأة , وصل إلى البلد , ضربات قلبه كانت تخفق بشدة , قبل أن ينطلق لزوجته , وصل لبيت والده الذي تركه بعد أن أمرته زوجته , قبل أيدي والداه , وتركهم مسرعاً , كان متشوق لها , فتح باب المنزل بهدوء , خلع حذائه , ودخل متسحباً , صوت زوجته يسمعه جيداً , كانت تتنهد بقوة , تسحب لغرفتها , فتحها , وجدهما سوياً كانت زوجته في أحضان ابن عمها ورئيسه في العمل النقيب "أحمد حسني" الذي ما إن رآه حتى أمسك بسلاحه , هدده بإطلاق الرصاص عليه إذا لم يهدأ , شعر بالخوف من الفضيحة , لم يستطيع أن يصرخ , لم يستطيع أن يقتلهما , أمتلك غضبه , وخرج من الغرفة فلحقته زوجته , نظرت إليه نظرة يملؤها الحقد والغضب وقالت:
"حميدة ... أنت غلطت حياتي ولازم تتصلح حالاً ... طلقني يا حميدة ... علشان أقدر أصلح حياتي من بعدك"
طلقها حميدة , وترك لهما المنزل , ليعود لوالديه , لم يستطيع أن يخبرهما بما حدث , كل ما استطاع لسانه أن ينطقه :
"أنا طلقت زينب يا بوي"
الصدمة جعلت المرأة العجوز تلطم خديها , أما عن زوجها فقد أحمر وجهه العجوز , وصفع حميدة على وجهه , أنفجر عندها حميدة غضباً , وظل يصرخ في والديه , ليترك بعدها البيت , خرج حميدة من ذكرياته المتلاحقة عندما لمح أحدهم يمد يده في حقيبة امرأة , قام كالثور , وأطاح بالرجل وظل يضرب الرجل حتى كاد أن يموت , أزاحوه الناس عنه , وعاد إلى مقعده تحمله الذكريات ورائحة الهواء المنعش القادم من فتحات بعض الشبابيك والأبواب المفتوحة , ظل القطار يمشي في طريقه , حتى وصل إلى القاهرة , ومنها عاد مرة أخرى إلى وحدته , كان يعلم أن هناك شيئاً ما سيحدث , وجد الاستغراب في وجه الجميع , جميعهم يتساءلون "ماذا حدث" كان لا يجيب أحد , وصل إلى رئيسه وسلم نفسه إليه , سأله متعجباً :
"إيه يا عسكري اللي رجعك ؟... محمد بيه اتصل وبيقول أني أتوصى بيك لغاية ما يرجع ... وأنا هتوصى بميتين أهلك كويس ... ياللا يا ياد روح أمسح البلاط اللي برا كله يا روح أمك"
شعر في تلك اللحظات بأن هذه مجرد بداية لما سيحدث مقدماً , شعر وقتها بالضعف , تملكه ذلك الشعور , كان يفعل ما يؤمرونه به دون أي مشاعر , نسي الكره , ونسي الحب , حتى الانتقام من زوجته تناساه ولم يعد يفكر فيه , لم يهتم كثيراً عندما علم بزواج طليقته من ذلك الضابط , شعر بأنهما خائنين ويستحقا بعضهم البعض , أيام مرت زادت فيها أحواله سوءاً بعد سوء , وكلما زاد غريمه تقدماً في منصبه كلما زاد اضطهاده له , حتى أصبح "حميدة" على يد هذا الضابط إلى "مرمتون" لكل من في وحدته , عاش بعدها أياماً قتلت فيه كل شيء , أصبح الحب من وجهة نظره "شيء خرافي" وتبدّلت مشاعره ناحية والديه وشقيقته من الحب إلى لا شيء , أصبحوا لا يمثلوا لديه أي شيء , لم يتأثر كثيراً بخطابات أمه المتتالية التي كانت تشرح فيها حالة والده , لم يتأثر بخطابات شقيقته الكثيرة والتي تطالبه فيها بمساعدتها , ظل حميدة يتنازل ويتنازل إلى أن تم نقل غريمه "أحمد حسني" لتتحول بعدها المعاملة داخل الوحدة ويصبح "حميدة" من أهم أفراد تلك الوحدة بعد أن تفوق على الجميع في ابتكار وسائل جديدة للتعذيب , فكان أول من اعتدى جنسياً على المقبوض عليهم , وكان أول من استخدم الفئران في تعذيب المعتقلين , نسي عاداته , ونسي أخلاقه , ونسي دينه , أصبح مجرد من الشعور , أصبحت أقسى أمانيه أن يرى دموع الذل في عيون من يعذبه , أن يرى الانكسار فيهما , وزاد من توحشه توحش الأمن الذي تحول من دوره الطبيعي في حماية الناس إلى دوراً أكثر شراسة وتوحش
.
،،،،،
يتبع
حمادة زيدان

Wednesday, November 12, 2008

حميدة ... قصة طويلة

في البداية طبعاً أعتذر لكل من كان يتابع "حميدة" على التأخير الفظيع ده ... بس صدقوني كان لظروف ... وملحوظه كمان معلش أني بخيل جداً الفترة دي في الرد على حبايبي في التعليقات بس عندي مشكلة مع الجوجل ... وبشكرهم نفر , نفر , وعلى فكرة الأخ المجهول رجع تاني مع قصة معاناة وأحب أقوله يا سيدي عاوز تنقدني أنقد بس خليك محترم ....
لمراجعة حميدة
الجزء الأول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيقظ حميدة من نومه , كان الألم يعصف بكل قطعة من جسده , لا يتذكر ما حدث له , لقد شعر بالألم
يمزق أحشائه بعدها نقل إلى المستشفي العسكري , لم يتذكر بعدها ما حدث غير وجوده في تلك الغرفة الغريبة , حاول أن يرفع ذراعه ولكنه وجد ذراعيه وقدميه مربوطتان في السرير , لم يكن أمامه سوى الصراخ بأعلى صوته حتى يعلم أين هو , كاد أن يصرخ ولكن الباب تم دفعه من الخارج بقوة , ووجد أمامه ثلاثة ملثمين لا يظهر منهم سوى لحاهم الطويلة وجلاليبهم البيضاء , صرخ أضخمهم جسداً ...
"من أنت يا نكرة حتى تهدد جماعتنا"
"سنقيم دولتنا الإسلامية حتى لو أقمناها على جثثكم يا كفرة"
سأله حميدة بشجاعة كانت تخفي ورائها خوفاً يزيد ألاف المرات عن شجاعته
"ومين أنتو علشان تقيموا بلد أسلاميه" صمت لحظات واتبع كاملاً ..
"ده أنتو مجرد شوية حرامية على تجار سلاح على بلا أزرق واتلمتوا على بعض , وعاوزين تخربوا البلد"
استشاطوا غضباً من حديثه , حتى أنه وجد الكرابيج تدوي على جسده , حتى أنه ظل يصرخ إلى أن سمع صوتاً داخل الغرفة يأمرهم بوقف الضرب , توقفوا عن ضربه بالفعل , وتركوا الغرفة , ولم تمر دقائق حتى دخل عليه رجلاً وحيداً بنفس مواصفتهم وجلس جواره وبصوتٍ يملؤه الحب تحدث
"ولدي العزيز : هل تكره أن يكون نظام بلدك أسلامي , هل ترضى عن السفور والفجور في الشوارع والميادين وفي كل مكان , لا تحسب أننا ضعفاء , ولكنهم يودون قتلك , وأنا أرى فيك شخصاً ستكون خادماً لدعوتنا , ستخدم نفسك , ودينك , ووطنك , هيا يا بني قم ووافق أنا أريد أن أأخذك من دار البطل لجار الحق , وإلا ستكون مرتد , وسيكون دمك لنا مباح"
صمت حميدة قليلاً , وبعدها تحدث إلي الرجل بعد أن اطمئن قلبه
"يا شيخ وليه أنا , دانا حتة عسكري ما لوش عازة , يعني لو عاوزين حد يخدمكم المعتقل مليان لواءات وظباط , ليه أنا"
صمت الرجل قليلاً , وجه نظرته إلى حميدة بنظرات حادة , وبلهجة حادة قال :
"ليس لك حرية الاختيار يا هذا ... أنت علمت عنا الكثير , إما الموافقة أو الموت , أما عن اختيارنا لك , فهذا ليس من شأنك , بل من شأننا نحن"
بسرعة أجابه حميدة
"انا عارف يا شيخ أنكم متقدروش تقتلوني , لو كنتوا عاوزين كنتوا قتلتوني , زي ما قتلتوا عمرو ولا انت ناسي يا شيخ , أنا مش موافق , ولو على الشغل هسيبهولكم واعلموا أنه مش أنا لوحدي اللي أعرف عنكم كل حاجة , لو قتلتوني كتير يعرفوا غيري"
كما لو كان متوقعاً , لم تتبدل ملامح الرجل كثيراً , ولكنه ببرود أجاب
"أحنا مش هيجي حتة عيل يهددنا ... ما تنساش أبوك , وأمك , وأختك ... لا تنسى كل هؤلاء , أنت في قبضتنا , ونحن لا يهددنا أمثالك , ستعمل معنا وإلا أعتبر أهلك جميعهم من الضحايا"
شعر حميدة بالغضب الشديد , وظل يصرخ , ويشتم فيهم حتى تركه الشيخ , ودخل عليه آخرون غير الشيخ العجوز لتبدأ مع دخولهم سلسلة جديدة من العذاب
...................................................................
كان مع كل انتصار يمر بحميدة , تقيم عائلته الأفراح وتقام الموائد ويكون القرآن الكريم مصاحباً لتلك الاحتفالات , كانت عائلته تشعر بالفخر مما يقدمه أبنهم للوطن , كان الأب يعود إلى منزله سعيداً منتشياً ويقول لزوجته
"شفتي يا حجة ... أبنك بطل , زي ولادك الشهداء"
لم تكن الأم تشعر بالسعادة التي يشعر بها الأب , ولكنها كانت تتوقع شيئاً ما سيحدث , كانت تتوقعه قريباً , بل تراه فعلاً , كانت تعلم أن ما يمر بهم الآن هو الهدوء الذي يسبق العاصفة , ظلت في تفكيرها هذا حتى وجدت خبطات قوية على باب دارهم , صرخت كمن أفاق من نومه مذعوراً
"حميدة يا حج ... حميدة يا حج"
تعجب الرجل من موقفها , وهرول لفتح الباب , وما إن فتح الباب حتى وجد أمامه مجموعة من أفراد الشرطة , لم يمهلوه أن يتحدث , لم يرحموا ضعفه , ظل يصرخ فيهم :
"أنا والد حميدة ... أرحموني ... أرحموا سني"
لم يسمعوا كلام الشيخ العجوز , ولم ترحمه دموع زوجته العجوز , وتم جر الرجل على الأرض , حتى وصل إلى سيارة من سيارات الشرطة وتم دفعه إلى السيارة بقوة , لتنطلق بعدها السيارة في رحلة أنهكت الرجل العجوز الذي كان جالساً معصوباً العينين لا يعلم لما يحدث له كل هذا , وصلت السيارة إلى مكان ما وانزلقت إلى خلف الأرض حتى وصلت إلى ما حيث أرادوا , نزل الرجل الكهل معصوب العينين يحيطه أربعة من العساكر , أدخلوا الرجل إلى مبني من المباني , ومن بعدها دخل إلى مكتب من مكاتب المبنى , كانت ما زالت عيناه معصوبتان , المكتب بسيط , لا يوجد به سوى مكتب كبير , وأمامه مكتبة مليئة بالكتب , أجلسوا الرجل على كرسي من الكراسي الموجودة بالمكتب وتركوه بالمكتب جالساً في حيرته لا يعلم ما سبب كل هذا , ساعات مرت وبعدها ساعات ولم يتحدث أحد مع الرجل , ظل بصمته وغضبه المكتوم حتى أنفتح باب المكتب واستمع إلى من يتحدث إليه قائلاً :
"معلش يا حج , الولاد عاملوك بطريقة مش محترمة ... أعتذر عنها , أنت تعرف طبعاً الظروف اللي بتمر بيها البلد , وعارف أنه الإرهاب مش سايب حد في حاله , وعارف أنه أبنك كان موجود بينا وكان بيدافع عن مصر معانا , بس للأسف أبنك أنتقل من جبهتنا , لجبهة الإرهابيين"
لم يحتمل الرجل ما يسمع , ووضع يداه على رأسه وصرخ
"ولدي ... كيف اللي بتقوله ده يا بيه ... أنا أبني بطل زي أخواته , كيف أبني البطل يبقي إرهابي ... يا بيه أنتوا أكيد غلطانين ... أنا ولدي ما يعملش أكدة واصل"
وبنفس نبرة الصوت التي لم تتغير , قال الرجل :
"أكيد يا حج لازم متصقدش ... أنت راجل بطل , وليك أبنين شهداء ومصر كلها بتفخر بيهم , كمان بنتك متجوزة دكتور فاضل ... بس نعمل إيه يا حج ... أبنك رفض خدمة الوطن وفضل خدمة أعداء الوطن و الدين يا حج"
تساقطت دموع الرجل العجوز من خلف العصبة , وصمت , أنتظر بانكسار ما يخبئه له القدر , حتى أمر صاحب الصوت جنوده بفك العصبة عن وجه الرجل , الذي أرهق الضوء الذي كان ساطعاً في الغرفة , نظر يميناً ويساراً فلم يجد أحداً بالغرفة , ولكنه استمع لصوت الرجل مرة أخرى يقول له
"كل اللي بنطلبه منك يا حج تساعدنا نخلص أبنك من الورطة اللي هو فيها ... لازم تساعدنا يا شيخ , أبنك وعيلتك كلها في خطر وانت لوحدك اللي تقدر تخرج العيلة من المصايب اللي أبنكم هيسببهالكم "
الصدمة بدأت تنزاح قليلاً , قليلاً عن صدر الرجل وبدأ يفكر فيما يقوله الرجل , وكيف له أن يحمي أبنه مما هو فيه , صمت لحظات ثم أجاب :
"وكيف هساعدكم يا بيه"
سكت الصوت لدقائقائق ثم أجاب
"أرتاح انت يا حج واحنا هنقولك هتساعد أبنك أزاي , أنت دلوقتي تتفضل مع العسكري تروح الزنزانة لأنك ضفنا اليومين دول"سكت الصوت ووجد الشيخ أحد العسكر يقبض على يديه ويحركه بهدوء إلى
مكان آخر ولكنه أكثر ظلمه ووحشيه من سابقه
..........................................................
قطرات الماء هي ما تسمع في ليل هذا المكان , حميدة مازال راقداً , الآلام تملئه وصوت قطرات المياه يخرق أذنه , حاول القيام من على سريره ولكن جسده مازال مقيداً في السرير , كان الصوت يزداد حدة والألآم جعلت جسده كما لو كان كلباً شرساً ينهش فيه , شعر حميدة بصوت أقدام خفية قادمة , شعر بمن يحاول فتح الباب , الظلام المحيط به لم يريه القادم , صوت الأقدام يقترب إلى سريره , شعر بأنفاس تلهث بجواره , شعر بالخوف يملؤه , حاول أن يتحدث ولكنه وجد بمن يكممه واضعاً كمامة فوق فمه , ليستمع بعدها لصوت رجل يتحدث بصوتٍ خافض قائلاً
"أرجوك يا أخي أن تلزم الصمت , سأقوم الآن بفك تلك الأحبال عنك , سأهربك الآن من ذلك الجحيم , أرجوا منك الصمت التام حتى نخرج من ذلك المكان , إذا حدثك أحدهم فلا تجيب أن من سأجيب , الوقت الآن هو المناسب لأن الجميع نائمون , ولا يوجد بالخارج سوى رجلان يحرسان المكان"
كان الرجل يتحدث بهدوء وفي النفس الوقت يفك عن حميدة تلك الأحبال التي تقيده , ألتزم حميدة الصمت كما قال الرجل , ألبسه الرجل جلباب أبيض ووضع فوق رأسه شال أبيض وخرج الأثنان من الغرفة , الجميع نائمون , عرف حميدة من ذلك الرجل أنه كان حارس الغرفة لذلك اليوم , بنفس هدوء الرجل قام بأطلاق النار الذي كان مزوداً بكاتم لصوت الرصاص على أحد الحارسين وفي نفس الوقت كان حميدة تخلص من الحارس الآخر , أنطلقا بالسيارة التي كانت خلف المنزل , أنطلق الرجل بسرعة كبيرة عبر الصخور الوعرة , لم يتحدث الرجل , المفاجأت المتتالية جعلت حميدة لا يقدر حتى على سؤال الرجل لماذا ساعده , ولكنه فوجئ بدموع الرجل تنساب على وجهه , وبصوتٍ يرتجف قال:
"علمت الآن بأن ما فعلته منذ سنين طوال كان خطأ , لا لم أكن أخدم الدين , لم أكن على الصواب طوال تلك الفترة , لقد قتلت الكثير وكانوا دائماً يشعروني أنني بطل وأن ما أفعله سيزيد من تقربي إلى الله , لقد كنت مجرد إنسان فاشل ولم أجد صدراً حنوناً لي إلا هؤلاء , كانوا يعلمونني كل شيء , لقد كرهت الحياة بكل ما فيها وكانت الآخرة هي مقصدي , شعرت الآن بعدما رأيتهم يعذبوك سألتهم لماذا , قالوا لأنه كافر , ولكنني لم أجدك كافراً , كنت أرى عيناك في كل صلاة وهي تبكي , كنت أسمع صرخاتك المتتالية عند كل نداء للصلاة , شعرت لأول مرة بأنهم يكذبون , رأيتهم يمنعون عنك الطعام , والماء , رأيتهم يمنعون عنك حتى الحياة , شعرت بأنني ورقة يحركونها كما يشاءون , شعرت بأن التلال التي صنعتها من أوهاهم انهارت فقررت الرحيل والهروب من هذا الجحيم , لم أشعر بنفسي عندما دخلت إلى غرفتك وفك رباطك وتهريبك معي , صدقني مستعد الآن لأن أفعل أي شيء ليكفر عما فعلت"
استمع حميدة لكل ما قاله الشاب , وكان الليل قد بدأ ينسحب ليزيح الستار عن ضوء النهار الذي بدأ في الصعود إلى سماء المدينة , السيارة تركت سفح الجبل ونزلت بالقرب من نهر النيل الذي يحضن مدن مصر من أقساها إلى أدناها , الزحام خفيف على المعدية التى شاهد فيها الشابان الكثير من رجال الشرطة شعر الشاب وأقنعه حميدة بأن ينزلا ويسلما أنفسهم لهؤلاء وهناك ستكون الحماية من تلك الجماعة , اقتنع الشاب ونزلا من السيارة , ركبا المعدية وأول ما ركبا صرخ حميدة قائلاً :
"عاوز حد يوصلني للقسم أرجوكم"أنتفض الجميع واستنفروا ورفعوا أسلحتهم في وجه حميدة والشاب المرافق له وتم القبض عليهم وتسليمهم إلى مديرة أمن أسيوط ليبدءا في سرد ما لديهم من معلومات , كانت المعلومات التي أحضراها حميدة وعبد الرحمن الشاب الذي أنقذه ورافقه في تلك الرحلة قد أكدت الشكوك التي أثيرت حول الرائد "محمد عنابه" وفي ساعات بعدها تم اختراق موقع الجماعة والقبض على كل من فيه , أتبع ذلك قرار وزير الداخلية بالقبض على الرائد "محمد عنابه" ومحاكمته بالخيانة , القرار الذي نفذته مدرية أمن أسيوط بفرقة من فرق مكافحة الإرهاب حاصروا بيت الرائد واقتحموه ففاجئوا بجثة الرائد وزوجته وأبنائه الثلاثة
.
يتبع...................................................................

Friday, November 7, 2008

مارو ............ كل سنة وانت طيب

فكرت أكتب كتير
واعيد وازيد في الكلام
لقتني بكتب صديق
كلمة صغيرة
لكن ما فيها كتير
صديق , وصادق كمان
يكون معاك في المحنة
وفي فرحك يكون جمبك
ووقت الخطر تلاقيه
جمبك زي الغول
يحوش عنك الخطر
ويبقي عليك مسؤل
دور ع الصديق ولاقيه
ووعى في يوم تفرط فيه
ويوم ميلاده
لازم تهنيه
كل سنة وانت طيب
يا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الكلام ده لا شعر ولا نثر ولا أي حاجة بس هو أهداء للواد مارو علشان عيد ميلاده وكل سنة وهو طيب


Saturday, November 1, 2008

قبل ما .... قصة قصيرة

هذه القصة جائتني فكرتها بالأمس كنت عائداً إلى بيتي والدنيا ليل ولا يمشي في الشارع غيري
أتمنى تعجبكم وتنال رضاكم
قبل ما ...
قصة قصيرة
ما تلك الخطوات الثقيلة التي تتابعني كل ليلة , سألتهم جميعاً عن تلك الخطوات , بعضهم قال وهم
والآخرين قالوا أني جننت , ولكن كل هذا لا يهم , الخطوات الثقيلة تتبعني أينما كنت , كنت أسمعها بوضوح , كنت أخاف الليل , كنت أرتمي على سريري , جسدي يرتعش من الخوف , تتوقف الخطوات , أرمي الغطاء فوقي , أغمض عيناي , أحاول النوم , أرى نفسي ماضياً في ممر طويل , الظلام يحيط بالمكان , أصوات كثيرة أسمعها تناديني , هذا لأبي , وهذا لجدي , وهذا لعمتي , جميعهم موتى , لماذا ينادوني , أضغط على أذني , لا أريد أن أسمعكم , أصرخ , أقوم مفزوعاً , الجميع يلتفون حولي "ماذا بك؟" , "فزعتنا" , "كفى هلوسة يا فتى" , هكذا يقولون , لا أجد أمامي إلا البكاء , أبكي كما لو كنت طفلاً رضيعاً , يتركونني ساخطين , أيام تبعتها أيام , ومازالت الخطوات تلاحقني , ومازالت الأحلام تعذبني , ذهبت للطبيب سألته :
"ماذا بي يا طبيب , أنا لا أنام الليل؟"
نظر إلي نظرة يملؤها الطيبة , وقال:
"ليس عندي ما يفيدك , ولكن عندي ما أنصحك به , هذا قدرك ولا أستطيع أن أمنعه عنك"
زادني كلام الطبيب خوفاً على خوف , رجعت إلى المنزل خائفاً مرتجفاً , الخطوات تلاحقني , وأصوات الموتى تدوي برأسي , كرهت الحياة , شعرت بأني أتعذب وحيداً , الجميع يشعرون بأن ما أمر به مجرد وهم , ولكنني تعبت , ذهبت للشيخ , سألته عما يؤرقني أجابني :
"يا ولدي لا تخف , واستعذ بالله من الشيطان , اقرأ القرآن , ولا تنم إلا وأنت متوضأ , يا ولدي أدعي لله أن يحميك"
أراحني ما قاله الشيخ , توضأت وصليت , دعوت الله كثيراً يرحمني مما أنا فيه , بكيت كثيراً , يا ألهي أحتاج إليك , أرحمني من هذا العذاب , الخطوات وجدتها تقترب , شعرت بالخوف الشديد , جريت على أمي :
"انجديني يا أمي , جسدي يرتعش , الخوف يملئني , تلك الأقدام تريدني , أبي دائماً يناديني , أخاف يا أمي , ضميني إلى صدرك , أحتاج إلى الطمأنينة"
احتضنتني أمي , وقرأت بعض سور القرآن , كنت أحاول أن أدس رأسي في صدرها , الصوت يقترب أكثر , والذعر يملئني أكثر , صرخت بأعلى صوتي :
"ماذا تريد مني , يا صاحب الأقدام تعبت , هيا أكشف عما لديك , تعبت من وجودك الخفي هذا , هيا أعلن عن وجودك وارحمني من هذا العذاب"
صرخت أمي :
"كفى يا ولدي , لقد تعبت مما تفعله , سنذهب غداً إلى طبيب نفسي , أرجوك يا ولدي توضأ واذهب لتنام"
استمعت بما قالت أمي , وذهبت أتوضأ , شعرت بأن قدمي عاجزة عن تحملي , ووقعت , صرخت أمي , تجمع أخوتي , حاولت أن أحدثهم , ولكنني وجدتني داخل النفق المظلم , كنت أجري في كل اتجاه , كنت أصرخ , سمعت أصوات في أخر النفق , كانت أصوات بكاء عالية , جريت إليهم , وجدتهم أقربائي , كان والدي يقف على بجوار سرير ينام فوقه شخص , كان يبكي بصوتٍ عال , سألته
"ماذا يبكيك يا والدي؟"
نظر إلي نظرة حنونة , وأخذني في حضنه , وقال لي :
"يا ولدي , أتمنى أن تكون علمت الآن أسباب تلك الخطوات , وأسباب ندائنا المستمر , يا ولدي استكين الآن وارتاح , ولا تبالي لشيء أنت الآن وصلت للحياة الخالدة"
"أبنكم في ذمة الله , لقد مات بأزمة دماغيه .................................البقاء لله"



Tuesday, October 28, 2008

معاناة ... قصة قصيرة

مشهد عجبني جداً لا أعتقد أني ممكن أشوفه على تلفزيوناتنا العربية , المشهد من برنامجي المفضل

so you think you can dance

المشهد كان لمذيعة البرنامج اللي مش فاكر أسمها , بصت على ولا مؤاخذة الشوز بتاعها رباطه مفكوك راحت رامية الميك , وبعد كدة نزلت على ركبها وربطت الشوز للبنت , والله لقتني بسقف لوحدي في البيت وانا مستغرب بسقف ليه

أتمنى القصة تنال رضاكم

معاناة
قصة قصيرة

لم تشعر بتلك الإثارة من قبل ... شعرت أن شيئاً ما يناديها من المرآة أغلقت عليها غرفتها , وعادت مسرعة إلى مرآتها , نظرتها شاخت , جسدها ترهل ولكن كل هذا لا يهم , كل ما كان يهم في تلك اللحظة تلبية النداء , نظرت إلى نهديها اللذان ترهلا من أثر السنين , لقد تعدت الخامسة والأربعين دون رجل لم تشعر إلا بيدها وهي تعصر في نهديها , لذتها أنستها مرارة ما حدث لها اليوم , كان اليوم كباقي أيام حياتها , تخرج صباحاً إلى عملها , قابلت هذا , وسلمت على هذا , وبدأت في عملها , جاءتها صديقة , جلست أمامها , حدثتها في أمور شتى , وأخيراً سألتها "لماذا لم تتزوجين إلى الآن" صدمها السؤال , ولكنها أفاقت سريعاً من صدمتها وأجابتها إجابة تقليدية , فأتبعت المرأة "أنا عندي لكِ عريس" لم تهتم كثيراً فأتبعت المرأة "الشاب يريد أن يجلس معاكي الآن" تذكرتها الفتاة وهي عارية أمام مرآتها فبكت , وأسلمت جسدها ليداها ليفعلا به كما يشاءان شعرت بأن يداها يعبثان بجسدها كما لو كانا رجلاً يعلم مناطق الرغبة فيدق بعنقوده تلك المناطق فيدمرهما , كان لقاء الشاب سريعاً , يسألها فتجيبه , تسأله فيجيبها , ظلا هكذا وبعدها تركها الشاب ورحل وكما يحدث دائماً لم يعود , وعندما سألت صديقتها وعلى استحياء "لماذا لم يعود" أجابتها الصديقة "لقد هرب عندما علم سنك" تذكرت كلماتها فتساقطت الدموع من عينيها , وزاد تقدم يداها حتى وصلتا إلى مهبلها الذي ظل يناديهما حتى لبيا النداء , يداها تسحق أنوثتها , وعيناها تتحسر عليها باكية , لم تشعر بقطرات الدماء الساخنة التي تساقطت من مهبلها , لم تشعر بأنوثتها التي رحلت بعيداً عنها , لم تشعر حتى بانتهاء الرغبة ولا انتهاء النداء , لم تشعر إلا برغبتها في تحطيم المرآة لينتهي ذلك النداء إلى الأبد


قلم
حمادة زيدان

Tuesday, October 21, 2008

المرآة ... قصة قصيرة

قصة من القصص التي كتبتها في بدايتي , نشرتها كما هي دون أي تجديد , أتمنى أن تنال رضاكم
المرآة
قصة قصيرة

في عالم من العوالم كانت تعيش تلك الأسرة التي مات فيها الأب والأم وتركوا مجموعة من الأخوة وتركوا لهم من الأموال والكنوز ما يكفيهم هم وأبنائهم , ولكن مع وفاة الأبوين تغيرت أشياء كثيرة في تاريخ تلك الأسرة....
كانت الأخت الكبرى هي الجميلة وترك لها والديها ما كانوا يملكونه من قصور ومنازل لا تستطيع أن تحصيها العين , ولم تكن تعشق من كل ما تركه لها والديها سوى تلك المرآة التي كانت دائماً ما تنظر لها لدرجة أن أهملت كل ما لديها من أموال وكنوز وأبناء حتى أصبحت أضحوكة أخوتها جميعاً فكانوا دائماً ما يطلقون عليها "الجميلة العجوز" و"جميلة الكهنوت" و "مجنونة المرآة" .
لم يعلم أحد لماذا تحب تلك المرأة العجوز المرآة ولماذا تهمل بسببها كل ما تملك حتى أن أبنائها الآن لا يقدرون علي إيجاد طعامهم وكانوا يشحذون طعامهم من أعمامهم , كانت المرأة الجميلة العجوز بالإضافة لحبها للمرآة كانت تعشق من يطربها بالحديث عن تاريخها وجمالها القديم فكان هذا الرجل الأجنبي الذي عشقته وذابت فيه عشقاً .
لم تتذكر تلك المرآة تاريخ عائلتها العريق ولا دينها ولا أبنائها الذين كلما أزداد عددهم أزداد معه فقرهم , لم تتذكر تلك المرأة أنها الأخت الكبرى التي من واجبها أن تضم أخوتها الصغار , كل ما كانت تتذكره هو حبها الشهواني لجمالها وعشقها لمرآتها التي دائماً ما تكذب عليها وتوهمها بأنها مازالت جميلة ومازالت صبية وليست أماً للكثير من الأبناء وأختاً للكثير من الأخوة .
زوج تلك المرأة هو الثالث لها وكانت من قبله تزوجت من اثنان كان الأول تزوجها من بعد ثورة كبري على أبيها الذي كان يرفضه نظراً لفقره وبعده الكبير عن مستوى تلك العائلة الكريمة , وكان هذا الزوج المكافح هو من أستطاع أن يجمع تلك المرأة وأخوتها وأن يجعل منهم قوة كبري , ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في تربية أبناءة بل ووصل الأمر أن يعذب من يرفض كلامه أو نصيحته وكانت المرأة في عهده تحبه بل وتعشقه لأنها كانت مازالت صبية جميلة وهو شاب مفتول العضلات قوي حتى أنها بسببه كرهت أبنائها لأنهم كانوا دائماً يطالبون بحريتهم من قبضة أباهم القوية
كان الزوج الثاني لتلك المرأة أكثر تفتحاً وحباً لأبنائه ولكنه في نفس الوقت لم يشعر بالحب من ناحية أخوة تلك المرأة لذلك بعدما قام بتسديد مديونياتهم وقام بطرد هذا الغريب الذي قام باغتصاب أجزاء من أملاكها قاموا أخوة تلك المرأة بمؤامرة علية وقاموا بتسليط أحد أبنائه لقتله أثناء احتفاله معهم بعيد ميلاد زوجته.
زوجها الثالث بسببه فقدت تلك المرأة عقلها وجعلها تتمسك بمرآتها كل تلك الأيام , كان هذا الزوج صديقاً لزوجها السابق لذلك كانت تعتبره صديقاً لها ولزوجها , ولكنه بعدما توفي زوجها بيد أحد أبنائها بدأ في خططه الشيطانية للزواج منها والاستيلاء على كل ما تمتلك من كنوز وكانت خطته تبدأ بمغازلته لها الصريحة في كل مناسبة وحديثه لها عن جمالها وتاريخها حتى بدأت تفكر فيه وتحبه , ولهذا كان زواجهم السريع وبعهدها بدأ في سرقة أموالها حتى كانت اللحظة النهائية لعقل تلك المرأة عندما قام زوجها بصنع تلك المرآة الشيطانية والتي كانت تظهرها في أتم جمالها ولا تظهر لها أبنائها ولا أخواتها الصغار الذين تم اغتصاب حقوقهم , فكانت المرأة لا تترك المرآة ليل ولا نهار , كان لهذا الزوج أصدقاء ولكنهم جميعاً بعيدين عن أخلاق ودين تلك العائلة وكانت له معهم مصالح كثيرة ويستفاد منهم لكي يزيد ثرواته
جعل هذا الرجل من زوجته التي كانت يوماً هي أكبر إخوتها وأجملهم عجوز شمطاء مجنونة لا تعشق سوى نفسها وصورتها الجميلة في تلك المرآة
أجتمع أبناء تلك المرأة علي أن يجعلوها تعود إلي عقلها المفقود وأن يجعلوها تعلم أنها الأخت الكبرى لكل أعمامهم , وأن تعلم أن زوجها جعلهم يشحذون الطعام فكان اتفاقهم على كسر تلك المرآة السحرية لكي تعلم حقيقة وجهها الذي تحول بفعل هذا الزوج إلي مسخ بعدما فقدت جمالها القديم
بعد اجتماع الأبناء ذهبوا جميعاً إلي غرفة نوم أمهم بعد خروج الزوج فوجدوها نائمة واقتربوا إلي تلك المرآة وكادوا أن يحطموها ولكن في اللحظة الأخيرة وجدوا الزوج بينهم وقام بضربهم هو ومن معه من أقاربه , وبعدها أيقظ زوجته وأقنعها بأن أبنائها كانوا يريدون أن يقتلوها حتى أنها ثارت عليهم واتهمتهم بالسرقة وقامت بالإبلاغ عنهم وحبسهم جميعاً عندها أخذت مرآتها في حضنها ونظرت إليها وقالت "مرآتي حبيبتي أنظري إلي جمالي , مرآتي أنتِ أغلي عندي من أبنائي ومن نفسي بل ومن كل شيء , مرآتي أنا مازلت جميلة بسببك فلا تتركيني أبداً" كان احتضان المرأة للمرآة كبيراً حتى أنها لم تشعر إلا والمرآة تتفتت بين أيديها لتبقي أشلاء مكسورة
لم تفهم المرأة لماذا تحطمت المرآة ولكنها انهارت بعدها وقامت بالنظر إلي مرآة أخري بالمنزل فوجدت عجوز شمطاء , وقتها بكت بأعلى صوتها ووجدت كل قواها تنهار ولم تجد غير أبنائها فصرخت بأعلى صوتها أبنائي ولكن لم يستمع إليها أحد.
تمت
حمادة زيدان

Wednesday, October 15, 2008

الإنسان الجديد .... قصة قصيرة

في بداية البوست أحب أرحب من كل قلبي للقناة الجديدة لنجيب ساويرس
on tv
وبتمنى فعلاً تكون قناة ذات فكر حر , وأن تقوم بواجبها في نشر الوعى والثقافة
الانسان الجديد
قصة قصيرة
استيقظت من نومي , جسدي منهك من أثر النوم , تحررت من ملابسي , دخلت لأستحم , المياه الساخنة فعلت مفعولها
السحري وحررت جسدي من ألامه , خرجت من الحمام كما أنا وجهزت لنفسي الإفطار , جلست اقرأ الجريدة , الأخبار كما هي , حروب هنا , ومجاعات هناك , زلازل هنا , وبراكين هناك , كوارث , كوارث , كوارث , شعرت بأن قلبي كاد أن ينخلع من مكانه , طويت الجريدة ووضعتها لأفطر عليها , الطعام كما هو لا يتغير كثيراً حتى أني شعرت أنني أؤدي واجبي اليومي لإتمام الحياة , ولست أأكل للذت الطعام نفسها , ما هذا , كيف لم أرى هذا الخبر , أزحت الطعام من أمامي , وفتحت الجريدة مرة أخرى , الخبر جعلني أتوقف عن مضغ حبات الفول التي كنت أحاول مضغها , كانت تفاصيل الخبر "تمكن العلماء أخيراً من اختراع نوعاً جديداً من الإنسان سمي ب"الإنسان الجديد" , كادت دقات قلبي أن تتوقف , مع تفاصيل ذلك الخبر"هذا وقد أكد العلماء أنه تم التفكير في اختراع هذا النوع من الإنسان نظراً لما يمر به الإنسان من انحدار أخلاقي جعله يفقد الكثير من الصفات التي وصفه الله بها , ويتحلى بصفات أخرى لم تكن موجودة من قبل , هذا وقد حدد العلماء بعض الصفات التي بدأت تنتهي من الإنسان الحالي وهي ما أوجدوها في "الإنسان الجديد" , انتهيت من قراءة الخبر , وقمت بقصه من الجريدة , ونزلت إلى العمل , أيام تلتها أيام , نسيت فيها الخبر , وانهمكت في أعمالي التي لا تنتهي إلى أن جاء ذلك اليوم الذي شاهدت فيه التلفزيون لأفاجئ بتكملة للخبر السابق تقول "هذا وقد أكد العلماء أن "الإنسان الجديد" سيتمتع بالصفات التي فقدها الإنسان ليتم عجلة التحضر , كما أكدوا أن هناك نسخة تجريبية قاموا بوضعها في جزيرة وولوا عليهم حاكم ظالم وما كان من هذا الإنسان إلا أن تمرد وثار وتخلص من هذا الحاكم وبدأ حياة يسودها العدل والمساواة" انتهى الخبر في التلفزيون ولكن توابعه لن تنتهي إلى هذا الحد.
مظاهرات , إضرابات , شغب , هذا هو حال الدول العربية جميعها , لا يخلوا يوم من مظاهرة أشاهدها عبر شاشات التلفزيونات العربية , أو مظاهرة أشاهدها في شارع من شوارع القاهرة , يومياً أشاهد برامج سياسية عن هذا الإنسان , هذا يصرخ "لابد من استيراد هذا الإنسان , نحن أولى به منهم , نحن نحتاج الديمقراطية" , وهذا ينادي "لابد من إحلال الديمقراطية , وهذا الإنسان هو الأقدر على ذلك" , حتى القنوات الدينية لم تخلوا من التحدث عن هذا الإنسان , فمنهم من يكفر صانعيه , ومنهم من يدعي أن الله قد أرسلهم ليخترعوا هذا الإنسان لصالح البشرية , تبدّلت الأحوال , وعم الهرج في جميع الدول العربية , مما أضطر الزعماء العرب إلى اجتماع طارئ للبحث في مشكلة هذا الإنسان , انتظرت الجماهير العربية نتائج هذا الاجتماع , وانتظرت أنا , حتى ظهرت نتائج المباحثات بأن "الزعماء العرب قد قرروا التفاوض من اجل استيراد "الإنسان الجديد" عمت الفرحة من بعدها في أرجاء الوطن العربي كله ,حتى خابت أمال الجميع بأن رفضت الدول المصنعة لهذا الإنسان تصديره للعرب .
خيبة الأمل هي ما شعرت به الشعوب العربية جميعها , وبدأت الجماهير العربية في كل منطقة من الدول العربية , بإضرابات كبري عن العمل , مما جعل الزعماء العرب يجتمعون مرة بعد مرة بتلك الدول حتى وافقت تلك الدول أخيراً على تصدير هذا "الإنسان الجديد" إلى دولنا العربية ولكنهم أكدوا أن النسخة الحالية لا تصلح للإنسان العربي , وأكدوا بأنهم في طريقهم لاختراع نسخة جديدة تلاءم الدول العربية وشعوبها , الخوف , والترقب , ما كنت أشعر به في تلك الأوقات , الخوف على مصيرنا , والترقب لمشاهدة هذا الإنسان عن قرب .
استعدت جميع الشعوب العربية لإستقبال الضيف الجديد بعد أن أتمت الدول المصنعة من صنعه وتصديره إلينا , جاء إلينا , واستقبلناه استقبال أسطوري جعل من هذا الإنسان ملكاً مدللاً , جاء إلينا هذا الإنسان , الرجال منهم أقوياء , وسامتهم تفوق الحد , مطيعين لأبعد الحدود , لا يرفضون طلباً يطلب منهم , أصبحوا كالعبيد , وأصبحنا كالتنابلة , والنساء منهن , كانوا كالملكات من سحر جمالهن الأخاذ , مما جعل الرجال لا يهتموا بنسائهم , وجعل النساء تتخذ من رجال "الإنسان الجديد" رجالاً لهم , الفوضى شملت البلاد , الزعماء يحلبون من خير البلاد , والشعوب تلهوا بهذا المخلوق الذي لا يرفض شيئاً , حتى جاءت اللحظة الحاسمة , التي تحول فيها الخادم إلى فارس من العصور الوسطى , يضرب هذا , ويقصف عنق هذا , ليفيق الجميع في النهاية على أصوات الرجال والنساء , يصرخون "لقد جن هذا الإنسان , لقد جن" وفي أيام معدودة قام هذا الإنسان من احتلال المناطق التي وجد فيها , لنكتشف خطتهم العجيبة ولكن
بعد فوات الأوان , كتبت مذكراتي تلك وحاولت أن أحافظ عليها لمن سيأتي بعدنا
,,,,
حمادة زيدان

Monday, October 6, 2008

عفواً ... لقد كانت أختي

تحديث
ـــــــــــــــــــ
أشكر الرئيس محمد حسني مبارك قراره الجمهوري بالعفو عن كاتبي الجميل الأستاذ أبراهيم عيسي وذلك لتأكدي وتأكد مصر كلها أن مصر أصبحت جزء من أملاك السيد الرئيس ونحن جميعاً مجرد عرايس يلعب بها كما يشاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"رمضان خلص خلاص ... والعيد أهو جه ... مش عارف هعمل إيه بس ياللا بينا ننزل وخلاص"
قلت تلك الكلمات لأخي الذي كان يختم صلاته , فنظر إلي وقال
"رب رمضان رب باقي الشهور"
قالها لي أخي , فنظرت إليه وقلت مستهزئاً
"يا عم أنت لسه راكبك الإيمان رمضان خلص خلاص , فوق يا عم وتعالا ننط نطة في جامعة الدول"
قلتها له ومشيت من أمامه فسمعته يقول لي بصوتٍ عالي "ربنا يهديك"
لم أستمع إليه كثيراً , ونزلت للذهاب إلى أصدقائي , تجمعنا , لا ندري ماذا سنفعل , رمضان أنتهي , كنا نتجمع يومياً للذهاب للصلاة , كنت أذهب معهم , لا أعرف لماذا أذهب , هل هو خشوع , هل حباً في الصلاة , أم هي عادة تعودتها منذ الصغر , تجمعنا سوياً , سألت أحدهم
"البانجو تمام ولا لسه مجبتوش عارفك خيبان ودايماً بتكسفنا"
أجاب صديقي قائلاً
"يا عم البانجو فضاح وريحته ممكن تودينا في سبعين مصيبة , خليها حشيش العيد ده"
صدق على كلامه معظمهم فاستجبت لهم , ذهبنا إلى منزل أحدهم , أفرغنا ما في جيوبنا من حشيش , وجلسنا نحشش ما بحوزتنا من حشيش , زادت ضحكاتنا , وسخريتنا من كل شيء فهذا يقول
"والله البلد خربت , والبنات بارت , والرجالة مش لاقيه جواز , هنعمل إيه نتجوز على نفسنا يعني"
وهذا يقول
"أنا مش ذنبي أنه الوحيدة اللي حبيتها أتجوزت , ومش ذنبي أني فقري مش لاقي شغل , ومش ذنبي أني عديت الأربعين من غير جواز , لكن كل ذنبي .... أني قعدت مع شوية عيال خنافس زيكم"
قالها وانفجر في الضحك , حتى أننا كنا نحسبه قد جن جنونه , وبعدها انتقلت هستريا الضحك منه إلينا , فضحكنا حتى أدمعت عيوننا من الضحك , ووجدت لساني ينفلت قائلاً
"أنتوا عالم أوساخ , والبلد كلها بلد وسخة , الناس عاملين مشايخ وجواهم كلاب بتاكل في بعضها , وانا عايش وبردوا كمان باكل في اللي بلاقيه , يا عالم طظ فيكم كلكم , طظ في مصر واللي فيها"
الصمت , الصمت , الصمت , سكت الجميع , كانوا يسمعونني , لم يعقبون , لم يناقشون , سكتوا جميعاً ورأيت وانتظروني أتم , لم أجد ما أقول ووقفت , وصرخت بأعلى صوتي قائلاً
"ياللا بينا ننط على جامعة الدول يا عالم مساطيل"
لملمنا ما تبقي منا , وقمنا تطوحنا رأسنا المثقلة بالحشيش , وصلنا إلى الشارع , الفتيات يملئن الشارع , ملابسهم الضيقة تظهر مفاتنهم وتجعلهم كالصواريخ الفتاكة , كانت خطواتنا تأخذنا إلى لا شيء , نشاهد الفتيات والشباب , يضحكون , يتمايلون , أشعر أني أكاد أنفجر , المشاهد فاقت الحد , الفتيات توحشن , والشباب تفعل كل ما تريد , نظرت إلى أصدقائي , سألتهم
"هي البنات أحلوت ولا أنا اللي هايج"
السخرية هي ما وجدتها من أصدقائي , فقالوا
"تعالا نعمل حفلة"
"معاكم فلوس , في مكان , في حريم"
سكت الأربعة ولم يجبوني , وأكملنا طريقنا , الشارع مزدحم بشدة , والفتيات يملئن الشارع , كنت سرحت بفكري للحظات , فوجئت بعدها بأحد أصدقائي يصرخ
"صيدة يا معلم ... شايفين العيال قافشين عالبنتين أزاي , ياللا نروح نرخم عليهم"
المشهد غريب حقاً , ثلاثة من الفتيات يجلسن على أفخاذ مجموعة من الشباب في مقهى صغير في الشارع , الحاجة إلى الجنس تكاد أن تدمرنا , ذهبنا إليهم , وقفنا بجوارهم , نظروا إلينا الشباب وبسخرية قالوا
"عاوز إيه يا روح أمك منك ليه ؟ اللي نفسكم فيه تعالوا ورونا رجولتكم"
أصدقائي خافوا , ورجعوا للخلف , أما أنا فلا أدري ما تلك الجرأة التي جعلت مني وحشاً ثائر , أمسكت بالفتاة وحاولت لمس عورتها بيدي , الدهشة , والخوف , والفزع ما رأيتهم في عين الفتاة , حاول الشباب ضربي , ولكنهم فوجئوا بالكثير والكثير من الشباب الذين هجموا على الكافي وعلى فتيات الكافية اللاتي ظللن يصرخن , كنت أحاول أن أقبل تلك , وأمسك بيدي عورة تلك , وأضرب تلك , كلها طاقات كنت أود أن أفجرها , السعادة جعلتني أتلذذ بما أفعل , كانت كلما صرخت فتاة شعرت بالسعادة الغامرة , كنا نجري في الشارع هنا وهناك , نحاول أن نمسك تلك , ونحاول أن نضرب تلك , حالة من الفوضى حدثت في الشارع فجعلت من الفتيات مجرد كائنات نصطاد منها ما نريد , الكثير والكثير من الفتيات رأيتهم , كنت لا أفرق بين محجبة وليست محجبة , مسلمة أو غير , كان ما يحركني ليست الشهوة بل أشياء أكثر منها كثيراً , أنه الكبت , نعم كنت أخرج كبتي في تلك الفتيات , حالة الفوضى جعلتني أجري بلا وهوادة , أقطف من صدور وأفخاذ البنات ما أشاء , حتى وجدتها تحتهم , تحت مجموعة من الشباب , دخلت معهم لعلني أفوز بشيء , كانت تصرخ , صوتها مش غريب علي , حاولت أن أزيحهم لأعرف من هي ولكنهم أكثر من أن أزيحهم وحدي , شعرت بضعفي بينهم , وصوت الفتاة أكاد أجزم أني أعرفه , كنت أضرب في كل من يوجد أمامي , حتى وجدتها أمامي , جن جنوني , كنت أضرب كل ما أجده أمامي , كنت كمن مسه الشيطان , خلصت الفتاة من أيديهم , وأمسكت يدها وعدونا أنا وهي , كنت أجري والكثير يجري خلفي , كانت تصرخ وجسدها يرتعش , حاولت أن أجد تاكسي فلم أجد , الشارع مزدحم بالشباب , كانوا كالكلاب الشرسة , صرخت بأعلى صوتي :
"سامحيني , أنا السبب في اللي حصلك , سامحيني"
ظلت تبكي والشباب يحاولن الإمساك بنا , حتى وقفت وصرخت في الجميع
"أتركوهم , ليسامحوننا , وليسامحني الله , لقد كانت أختي"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي مجزرة حقيقية للشرف , أو ممكن نسميها مجاعة جنسية حدثت وللمرة الألف في مصر ... إلى متى ستستمر تلك المهزلة , إلى متى سنظل شعباً بلا شرف

Thursday, October 2, 2008

أحلام من قصص القرآن

في البداية أشكر الأستاذ عمرو خالد على برنامجه الأكثر من رائع والذي بسببه وجدت القلم يسطر تلك الكلمات
التي حاولت بها أن أغوص في معاني القصص القرآني , تحياتي للجميع وكل عام وأنتم بخير
أحلام من قصص القرآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هذا , ومن هؤلاء , وأين أنا ... رأيتهم نائمون في كهفهم المظلم , كانوا خمسة ورابعهم كلبهم , أين أنا , وما
هذا الكهف , يا ألله مناظرهم مرعبة , ما هذا الخشوع الألهي , شعرت بالخوف , حاولت الهرب , هربت فوجدت
كثيرين يبحثون عنهم , تذكرتهم , يا ألهي أعرفهم أنا , هؤلاء أهل الكهف , هؤلاء من قرأت قصتهم في كتاب الله , أخذني التفكير طويلاً , لماذا وجدني الله في تلك القصة , ولماذا لم أؤثر فيها , ولماذا لم ينتبهوا إلي , زاد التفكير وزادت الحيرة , ولكن قبل أن يجن جنوني وجدتها أمامي وحولها جمعاً من الناس , كانت جميلة حقاً , تحمل صغيرها على كتفها , لا أعلم ما سبب ذلك النور الذي ينيرهما , رأيت أحدهم يسألها "يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا" لم تجيبه فتحدث آخر "يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا" لم تجيبه ولكنها أشارت على طفلها للتحدث , تعجبوا كثيراً , فقال كبيرهم "كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا" لم تجيبه , ولكن حدث ما لم أتوقعه , لقد تحدث الطفل في مهده , الحيرة , والدهشة , هي ما وجدتهم على وجوه من حولي , يا ألهي كم كان صوته عظيم , لقد كان يتحدث بطلاقة وحكمة لا تأتي إلا من أنبياء , كان يتحدث ببلاغة شديدة , كان يقول"إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا "
تذكرت الآن من تلك المرأة , ومن هو أبنها , يا ألهي , لقد رأيتها , لقد رأيت معجزة الله الخالق , رأيت الوجوه وقد امتلأت بالدموع , رأيت الجميع يشهدون بأن تلك المرأة هي العذراء مريم وبأنها سيدة نساء الأرض , رأيت الجميع يشهدون بأن هذا الطفل هو كلمة الله على أرضه وبأنه عيسي أبن مريم , منقذ الأرض من بعد فنائها , ولكن ما هذا وما كل هذه الخيالات , فرحت كثيراً من تلك الرحلة المباركة , ولكنني فكرت أكثر , هل هذا معناه موتي , أطلت التفكير حتى وجدتني بينهم أسمعهم ولا يسمعونني , أراهم ولا يرووني , قال أحدهم "لقد زاد عن الحد ما يفعله أبانا , ما هذا , الثلث لنا , والثلثين محرمون منه" فسائله أحدهم برحمة والده ألا يقطعون خيره , فقال أخر "لا رحمته أن تكون جنته لنا , الخير وفير ونحن أولى به من هؤلاء الفقراء" فسائلهم وسطهم "لا تقطعون ما بدأه والدنا ستصبحون خاسرون" رأيت العند في وجوههم , رأيت الشيطان يرقص بينهم سعيداً منتشياً , حاولت أن أنصحهم بألا يمنعون الخير , حاولت أن أحدثهم , لم يروني , لم يستمعون إلى توسلاتي إليهم , قال كبيرهم أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ وقال أخر أَن لّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ وجدتهم يتحركون في خفاء الليل , يخافون من المساكين , اجتمعت أرادتهم على قطف المحصول من قبل أن ينضج حتى لا يأخذ منه أحداً غيرهم , وصلوا إلى أرضهم , ولكن أين الأرض" قالها كبيرهم , إِنَّا لَضَالُّونَ هكذا قالوا , فتحركوا للبحث عن أرضهم , فلم يجدوها , فقالوا جميعاً بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ" "لقد ضاعت أرضنا" هكذا قال كبيرهم , الذي ظل يبكي , فتبعه أخوته في البكاء والحسرة تملئهم , أصبحت أرضنا كَالصَّرِيمِ" هكذا قالوا , فقال أوسطهم أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ فقالوا جميعاً سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ وظلوا من بعدها يتلاومون حتى رأيتني أتلاشى من بينهم , ووجدتني على سريري نائماً , استيقظت من نومي سعيداً بما رأيت , وحمدت ربي
كثيراً , وتوضأت لأصلي
،،،
تمت
حمادة زيدان
تحديث بعيد عن الموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهاردة وفي نفس الشارع بتاعنا في ختمة وفرح !!! تصدقوا ولا صاحب الختمة أحترم القرآن اللي بيتلي وولا صاحب الفرح أحترم القرآن ... وولا الاتنين أصلاً محترمين , تعرفوا ليه لأن صاحب الختمة جايب سماعات تخرب سمع أي بني آدم بيسمع , وكمان التاني نفس الحالة , ومع الاسف محدش مضرور غير العبد لله إللي دماغه هتضرب وعقلي هيفك , مرة في نفس الشارع كانت في ختمة والشيخ كان صوته قوي جداً للدرجة اللي خرمت ثقب وداني , راح بعد ما خلص فرحت وقولت "هيييييييييييييييييييييييييييييييييه" ربنا رحمنا من صوته لقيت صاحبي بيزعق فيا ويقولي أنت هتكفر تقول بعد القرآن هييييه وتفرح أنه خلص , أنت بتهرج ... ساعتها حسيت أني ولا مؤاخذه هتبضن منه ومن أصحاب الختم المملة ومن أصوات المشايخ الكريهه جداً جداً واللي لازم بعد ما يخلصوا نقول الله علشان نبقه مؤمنين

Saturday, September 27, 2008

العائلة قصة طويلة

كل سنة وانتوا طيبين ... العيد ع الأبواب ... علشان كدة جمعت أخر حلقتين في حلقة واحدة ... يعني معاكم العائلة الحلقة قبل الأخيرة والأخيرة ... على فكرة اللي شايف أنه كتاباتي بتخدش حيائه ممكن يغمض عنيه وميقرهاش
،،،،
العائلة
الحلقة الأخيرة
ـــــــــــــــــــــــ
يا جماعة خلصونا كفاية كل الناس اللي أخدتوهم ... الفيلا بدأت الشكوك تدور
حواليها ... كفاية كده وابدءوا العمليات من بكرة خلصونا"
شعر الرجل المسئول بغصة في حلقه عندما سمع هذا الرد الجاف من ذلك الطبيب , كان يود أن ينهره , كان يود أن يدفعه ويطرده من البلاد , شعر بالضعف والجبن والعار , تراجع عن كل أحاسيسه ومشاعره وتركها وقال للطبيب الأجنبي بمودة وحب
"عزيزي أنتوا قبضتوا ملايين علشان الناس دى ... وإحنا قدامنا عدد معين هنخده ونسافر على طول ... وماتخفش كده دا أنت يا راجل مسئول في الحكومة ... أمال لو كنت من بره الحكومة كنت عملت إيه!ّ!!"
خلاص يا دكتور اللي تشوفه حضرتك ... أنت لو عاوز أكتر من العدد اللي اتفقنا عليه أنا ممكن أجيبهملك يا مكترالمتشردين في بلدنا"
شعر الطبيب بانتصاره الذي دائماً ما يتحقق , سأله عن أخر ما جاء إليهم من أشخاص فأجابه بأن أخر ما وصل إليهم هو رجل في الخمسين من العمر جاء الفحص الأولي لحالته بأن صحته تسمح بإنجاز المهمة , أبتسم بعدها الطبيب ابتسامة خبيثة وترك المسئول وذهب يرتب ما سيقوم به في الغد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الرغم مما قاسته قمر في حياتها إلا أنها كانت صلبة وكانت تتقبل قسوة الحياة بقسوة , وكانت حياتها مجموعة من المأسي التي مرت بها منذ طفولتها فأصبحت وعلى
الرغم من صغر سنها امرأة قوية لا تهزم بسهولة , ولكن لو نظرنا لقمر الآن لوجدناها حزينة , ضعيفة , عيونها الجميلة ذبلت من كثرة البكاء , ولكن لماذا كل ما هي فيه الآن؟ إذا أردنا الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعلم مدى ترابط العلاقة بين قمر وأخيها حنفي .
قمر لن تحب ولم تحب كما أحبت أخاها منذ طفولتها وهي تعتبر نفسها أماً له , وعندما كبرت وكبرا معها وبدأت في النزول إلي العمل حاولت عدم إخباره بأي شيء عما تعمله , وإذا عرف عنها شيئاً كانت تتوسل إليه وتبكي وفي نهاية الأمر تنتصر وتقنعه بأن ما يقال عنها أكاذيب واهية كان يقتنع أو يقنع نفسه في النهاية بأنه أقتنع , العلاقة ما بين قمر أكثر من أي علاقة بين أشقاء , فقمر من جهتها وعلى الرغم من فارق السن البسيط بينها وبين شقيقها اعتبرت نفسها أماً له , فكانت تعمل وتعمل وتكنز الأموال لكي تجمعها له , فكانت سيارته التي يعمل عليها من أموالها , وأخيراً كانت خطوبته من الفتاة التي أحبها بمباركتها وأموالها , هذا عن قمر , أما عن حنفي فقد وجد من شقيقته الجميلة حناناً أفتقده من أسرته جميعها , كان يعلم بعملها في هذا الملهى ولكنه كان يعتبرها فترة وستنزاح بعدما ينجح في عمله ويريحها في المنزل , كانت طموح الشقيقان أن يبدلا ظروفهما بأيديهما , كانت الأيام تحمل لقمر وشقيقها ما تمنوا فكان على بداية الشهر سيكون زفاف حنفي على من أحبها , وكانت قمر تعيش أجمل أيامها فأخاها الذي دللته وأحبته سيتزوج مما يحبها ظلت تحلم بيوم زفاف أخاها حتى أفاقت على هذا الكابوس ورأت شقيقها في هذا الكابوس , زيادة على ذلك ما حدث الليلة في الملهى وما حدث في غرفة نوم صديقها , كل هذه الأسباب تجمعت في تلك الليلة التي أصبحت لقمر أسوأ ليالي حياتها وجعلت من قمر شخصية أخرى فأصبحت في تلك الليلة قمر أخرى وكل تلك الأحداث جعلتها تترجى صديقها بأن يتزوجا ولم يمانع صديقها في ذلك وأتما الزواج بعد خروجهما من النيابة على الفور وها هما الآن يعودان إلي منزله , كانت شاردة بعيونها يكلمها ولا تجيبه , يداعبها فلا تضحك , يقود سيارته ويشعر بالحزن عليها لم يراها يوماً بهذا الضعف كانت في أصعب المواقف هي الأقوى وكانت تخرج من كل أزمة تقابلها أقوى مما كانت , أحبها لقوتها , أحبها بالرغم مما رآها تفعله , كان لا يعلم هل هو يحب جسدها الطري الجميل , أم يحب وجهها الملائكي , أم يحب عقلها وذكائها الذي جعل منها وفي سنوات معدودة من أشهر فتيات شارع الهرم , أم أحب كل هذا معاً , لم يفكر كثيراً في أسباب حبه لها لأنه ببساطة يعلم جيداً أن الحب هو مخلوق جميل خلقه الله في قلبه لكي يجد العائلة التي بحث عنها كثيراً , ظل يحاول ويحاول معها لكي تعود إليها ابتسامتها التي أفتقدها كثيراً حتى وصلا إلي منزله ليجدا الشارع وقد اكتظ بالأمن الذي أصطف على جانبي الشارع وأمام منزلهما كانت سيارة سوداء "هامر" وبجوارها أربعة من الشباب مفتولي العضلات مما جعل قمر وزوجها يشعرون بالقلق وحاول أحمد أن يعود بالسيارة ليفاجئ بمجموعة من الأمن يحيطون بالسيارة ويجبروهما على النزول , تلك الحالة جعلت قمر تعود إلي قوتها وصرخت في وجه من حاولا الإمساك بها وحاول أحمد ضربهم ليفاجئ بمن ضربه على رأسه وأفقده الوعي وعندما استيقظ وجد نفسه داخل السيارة ولكنه لم يجد بجواره قمر حاول الاتصال بها ولكن هاتفها كان دائماً خارج نطاق الخدمة حاول الاتصال بحنيفة أمها ولكنها لم تجيبه هي الأخرى , جلس يفكر ويتساءل هل من قبض على قمر كان شرطة؟, وإذا كانت شرطة فلماذا قبضت عليها بتلك الطريقة؟ وماذا فعلت قمر يستحق هجوم كل هؤلاء؟ ظلت الأسئلة والأفكار تتزاحم في رأسه حتى وجد هاتفه المحمول يهتز معلناً عن وجود مكالمة جديدة كانت المفاجئة عندما وجدها قمر التي أخبرته بأنها بخير وستصل إليه خلال ساعتين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التاسعة صباحاً جلس "خالد عبد الرحمن" يقرأ تقرير الطب الشرعي الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حنفي تعرض للتعذيب الجسدي حيث وجد الطبيب الشرعي أثار للكهرباء في أنحاء متفرقة من جسده وكانت مفاجأة التقرير عندما وجدا أثار للاعتداء الجنسي فوجئ وكيل النائب العام بما قرئ مما جعله يتصل بالنائب العام ويحدثه بما وجد , علم من الحارس أن الرائد "هشام الويشي" ينتظر بالخارج فأمره بالدخول وبدأ التحقيق الذي تحول فيها هشام من خانة الشاهد إلي خانة المتهم وبدأ التحقيق الذي أشتعل الغضب في الضابط عندما علم بموقفه كمتهم وقام بالتهديد , والتنديد , والتوعد الذي لم يفرق مع خالد بالمرة وكان في نفس توقيت التحقيق كان النائب العام قد أمر بضبط وإحضار الضابطان كما أمر بالتحقيق مع مأمور القسم وجاءت تلك الأوامر أمام الضابط الذي ظل يصرخ ويتوعد هيئة القضاء بأكملها ولم يمنعه وجوده في مكتب وكيل النائب العام عندما حاول التعدي عليه بالضرب مما جعل النائب يأمر بحبسه ثلاثة أيام على ذمة القضية الأمر الذي أشعل النار في صدر الضابط وجعله يستخدم في غير موضعه عندما صوبه على صدر "خالد" ليشتعل الموقف بأكمله عندما أطلق سلاحه على صدره وهرب من النيابة وصت ذعر وخوف كل من كان بمبني النيابة , أنطلق أمن النيابة خلف الضابط الذي حاول الفرار بعيداً عن مبني المحكمة وأحدث بذلك هرج في الشوارع المجاورة للمحكمة حتى تجمهر من كان بجوار المحكمة وتكاتفوا على الضابط الذي ظل يطلق أعيرة نارية في الهواء إلي أن تم القبض عليه , تم نقل خالد عبد الرحمن إلي مستشفي الجيزة ثم إلي غرفة العناية المركزة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الرغم من أن يومين هما ما مروا في حياة حنيفة إلا أنهم غيروا في حياتها تغيراً جذرياً أصبحت الآن أكثر تحشماً في ملابسها وحديثها الذي أصبح معظمه لا يخلوا من "إن شاء الله" , "بإذن الله" , "ده قدر ربنا" وأصبحت تصلي بانتظام وفي المسجد , أما عن علاقتها بأبنائها فتغيرت أيضاً للأفضل عندما علمت بزواج أبنتها من حنفي عندما زارته في محبسه وقتها قامت بالاتصال بها وباركت زواجها وأوصت زوجها عليها , وكانت من قبلها قد أطمئنت على أبنها من "خالد عبد الرحمن" حفيد السيدة الطيبة التي حولت من طباعها وها هما الآن تهرولان إلي المستشفي التي يرقد بها خالد يحملهما الخوف خوف الجدة على حفيدها الذي ربته وجعلت منه منبر للحق , وخوف أم على أبنها الذي بكلمه من مصاب المستشفي يفك أسره علاوة على ذلك أن الشخص الملقي في المستشفي هو حفيد من جعلت منها تلك المرأة الطيبة المؤمنة , جلستا السيدتين ينتظرا الطبيب الذي ظل لمدة أربع ساعات ظلت الجدة تقرأ فيهما القرآن تشاركها حنيفة الدعاء حتى خرج الطبيب الذي كان الحزن يسيطر على ملامحه , سألته والدة خالد عن حال ولدها , سأله والده , سألته الجدة , سألته حنيفة , تجمع الممرضات والأطباء وسألوه , لم يجيبهم الطبيب دموعه سبقته في الإجابة على سؤالهم فتعالت صرخات الأم والأب وحنيفة والممرضات الـلاتي صرخن بأعلى أصواتهن وقفت وقتها الجدة ودموعها تملئ عينها وقالت بأعلى صوتها "أحنا احتسبناه شهيد بدل ما تبكوا عليه أفرحوا , ده مات وهو بيدافع عنا ياللا أحمدوا ربنا على هدية الشهادة أللي أهداها لحفيدي" أثرت كلمات الجدة على كل من كان بالمكان وتبدلت صرخاتهم جمعياً إلي دعاء إلي الله بأن يرحم الشاب بعدها ظل الجميع يردد "لا إله إلا الله ... يفنى العبد ويبقي الله"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلس أحمد كثيراً أنتظرها كثيراً الساعتين أصبحا ست ساعات ملئ القلق صدره , قام بالاتصال بها كثيراً ولم تجيب , قام بالاتصال بكل من يعرفه من ضباط الشرطة والمسئولين كان الجميع لا يعلمون عنها شيئاً , وأخيراً وفي الثامنة من صباح وجد باب الشقة أحدهم يفتحه خرج من غرفة النوم مسرعاً ليجدها قمر التي ارتمت في أحضانه وتملكتها حالة من البكاء هدأت بعدها وبدأت تقص على زوجها تفاصيل ما حدث لها في تلك الساعات القليلة وبصوتٍ يملؤه الحزن بدأت تتحدث وقالت "كانت الساعة حوالي التاسعة لما صحيت من النوم وقتها كانت في عصابة على عيني ما شوفتش منها حاجة ... قمت قلت أمشي لقيت نفسي في أوضة ضيقة , كانت كل ما أمشي أصطدم في حيطة , قعدت أصرخ قلت يمكن حد يسمعني , بعدها بساعة لقيت الباب حد بيفتحه وراحوا جروني من شعري ودخلوني أوضة وسمعت صوت بيكلمني مش غريب أبداً عليا , رحب بيا واعتذرلي كتير عن المعاملة دي وبدأ يكلمني عنك وعن أخويا , وقلي بصريح العبارة "أخوكي هايخرج بس لازم أنتي تتعاوني معانا الأول" سألته طيب أتعاون أزاي؟ وقتها بدأت مفاجئات الليلة الغريبة دي , كانت أول مفاجأة لما عرفت أني بقيت وطنية أوي والوطن بنفسه بيهددني علشان أخدمه , أما عن المفاجأة الكبيرة فهي نوع الخدمات الجليلة أللي هاقدمها للوطن واللي عبارة عن صفقة قذرة بيني وبين البلد" صمتت برهة لترى بعينها لهفة أحمد على معرفة باقي مفاجئتها التي من الواضح بأنها لن تنتهي أبداً في تلك الليلة فأتبعت قمر وقالت "كانت الصفقة اللي بيني وبين البلد أنهم هايخرجوا أخويا من السجن , وكمان هايشغلوه في الحكومة , بس بشرط غريب جداً .... الحكومة عاوزاني أبيع شرفي , بس مش هابيعه بالرخيص .. لأ هابيعه بالغالي أوي .. هابيعه لأجل الوطن" سكتت مرة أخري ولكنها هذه المرة سكتت لتمسح دموعها التي تساقطت على خدها الجميل , وتابعت وقالت "عاوزني أخدم البلد بأني أخلصهم من واحد مدايقهم أوي وعاوزين يخلصوا منه" المفاجأة كانت أكبر من أي تخيل تخيله أحمد لذلك حاول أن يتأكد منها أكثر من مرة وفي كل مرة تؤكد له ما تقوله وتقص عليه تفاصيل ما حدث لها داخل ذلك المكان التي كانت فيه , ولكن قبل أن نفاجئ مما حدث لقمر يجب أن نعلم تفاصيل ما حدث ولكن من جهة أخرى.
كانت البداية عندما جاء محمود نصار في سهرته بملهى عيون الشهير , وكانت قمر في تلك الليلة في أبهى صورها حتى أن محمود نصار قد تأثر بها كثيراً وبالرغم من كثرة علاقاته العاطفية والجنسية وعلى الرغم من كثرة الفتيات اللاتي يتدافعن عليه يومياً فإنه شعر بشيء يجذبه لهذه الفتاة وأجمل ما جذبه إليها هو وجهها المصري الذي يمكنها من اقتحام أشد القلوب تحصيناً , وكان لكل ذلك وبتفكيره العملي الجبار كانت تلك الخطة الماكرة التي خطط لها عقب خروجه من السجن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وصلت حنيفة إلي منزلها في الصباح كانت منهكة حزينة , حزينة على أبنها الذي لم يعود إلي الآن , وحزينة على وفاة الشاب الذي وقف بجوال ولدها لآخر أيام حياته بل وكانت وفاته سببها الأصلي وقوفه بجوار أبنها , ذهبت إلي منزلها بعد أن تركتها السيدة الطيبة للبحث عن زوجها الذي لم يعود للمنزل في اليومين السابقين عادت حنيفة ولكنها عادت كمن ولدت من جديد , عادت حنيفة ولكنها عادت امرأة أخرى وكانا اليومين الأخريين هما أجمل أيام حياتها على الرغم من قسوة كل ما مرت به , بحثت عن زوجها كثيراً ولكنها لم تجده قامت بالاتصال بابنتها وسألتها عن والدها ولكن ألابنه كالأم لا تعلم شيئاً عن الأب الذي ظل اختفائه لغز غريب وكارثة غامضة لا يعلما عنها شيئاً , تركت حنيفة المنزل عندما أقترب موعد صلاة الظهر وذهبت إلي مسجد السيدة زينب الذي عشقته وذابت في كل ركن من أركانه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان ما حدث لحنفي من انتهاك واغتصاب وفضح كل ذلك أمام النائب العام من قبل استشهاد "خالد عبد الرحمن" هو القشة التي قسمت ظهر البعير , فقد أعلن وزير الداخلية تبرئه من كل ذلك وأعلنت وزارة الداخلية بيان أنكرت فيه ما حدث , وأعلن في المقابل النائب العام أمراً بتفتيش جميع السجون المصرية وإحالة مأمور قسم العمرانية إلي التحقيق كما أمر بتكملة سير القضية وتبرئة "حنفي متولي" من التهم الموجهة إليه , كما أمر بسرعة القبض على الرائد "هشام الويشي" بتهمة القتل العمد , والقبض على المقدم "محمد شعلان" بتهمة تعذيب وانتهاك حريات مواطنين مصريين
خرج حنفي من سراي النيابة وخرج معه كل ركاب سيارته , وكان باستقباله أكثر من عشر قنوات فضائية للتحدث عن قضيته التي أصبحت بين يوم وليلة هي قضية الموسم خاصة أن أسم حنفي أرتبط طوال اليومين السابقين بقضية خطف السياح التي أتهم حنفي عبر وسائل الإعلام طوال اليومين السابقين , حاول حنفي التحدث عن كل ما مر به في اليومين السابقين وحاولت كل وسائل الإعلام أن تقوم بواجبها في نقل صورة حنفي من الجاني إلي المجني عليه ومن الظالم إلي المظلوم وتخطفته في تلك الليلة جميع وسائل الإعلام فتنقل من استديوا إلي استديوا ومن صحيفة إلي أخرى حتى عاد في أخر الليل منهك وتعبان إلي منزله ليجد جميع سكان عزبة القرود رجالاً وشيوخ ونساء وأطفال في استقباله وملئت الحارة في تلك الليلة بالفرح والأغاني الشعبية حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الآخر , لاحظ حنفي عدم وجود أحداً من عائلته وعندما سأل جيرانه عنهم أجابوه بأن أخته لم تظهر من يوم القبض عليه وبأنهم علموا بزواجها من أمها التي تغيرت بدورها في أيام حبسه وتحولت إلي درويشه من دراويش مسجد السيدة زينب أما عن والده فلم يعلم أحداً عنه شيء إلي تلك اللحظات , لم يستمع حنفي إلي تكملة حديثهم وهرول إلي مسجد السيدة زينب ليجد والدته تجلس باكية خاشعة لتستمع إلي قراءة القرآن من امرأة مسنة جلست بجوارها ارتمى حنفي في أحضانها أول ما رآها وظل يبكي وهي تخفف عنه ما أصابه جلسا سوياً حتى أقيم لصلاة الفجر فصليا الفجر وأخذها حنفي وذهبا إلي منزلهما وكان نور الصباح قد بدأ يتساقط على السماء ليكسوها باللون الأزرق الجميل وصلا إلي المنزل ليفاجئا بقمر تجلس هي وزوجها في انتظارهما كانت المفاجأة قوية فما أن رأت قمر أخاها وأمها حتى ارتموا جميعاً في أحضان بعضهم البعض فرحت قمر وفرح أخاها بالتغيير الذي حدث لوالدتهم , وفرحت الأم بخروج أبنها وزواج أبنتها ولكنها وفي النفس الوقت عندما رأتهم تذكرت غياب زوجها وملئ الحزن ملامحها مرة أخرى , كان الجميع لا يعلمون أين الزوج وكانوا جميعاً يصبرون أنفسهم بأن الأب سوف يعود وقرروا أن يبحثوا عنه في كل مستشفيات العاصمة وكل سجونها حتى يجدوه بعدها بدأت قمر في سرد ما حدث لها خلال اليومين الماضين شارحة لآخاها ما حدث لها وما طُلب منها وكان رده السريع بأن تبلغ وسائل الإعلام بما حدث واستند بذلك بأن قضيتها تلك ستكون قضية رأي عام وستشارك بذلك في تكملة كشف ما يحدث الآن من فساد في الدولة , استمعت قمر جيداً لآخاها ولكنها كان لها رأي آخر كانت قد اتفقت عليه هي وزوجها وبدءا بالفعل في تنفيذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت خطة محمود نصار تتبلور في رأسه أول ما شاهد قمر وتذكر على الفور الأفلام القديمة التي تأخذ السكرتيرة صاحب العمل من زوجته وأولاده وتحوله من رجل صالح إلي مجرد تابع لها , ذهب تفكيره على الفور إلي رؤساء تحرير الصحف المستقلة الذين أصبحوا هم أبطال الشعب المصري وفقد الشعب بسببهم انتمائه إلي النظام الذي يحكم الدولة , وظلوا يسبون في النظام المصري على الرغم من كمية الحرية التي ينعمون بها , نظر إلي قمر نظرة ذات معنى وأخذ فنانته في تلك الليلة ومضيا إلي منزله وبدأ يومها في اتصالات مكثفة على أوسع نطاق لشرح خطته بالتفصيل والتي تم الموافقة عليها من أعلى المستويات وبدأت أمن الدولة في البحث عن الفتيات اللاتي سيقمن بتلك العمليات وكانت على رأسهم قمر التي تم اختطافها وظلت في محبسها حتى أخرجوها منه ودخلت غرفة اللواء "محمد عظام" الذي ترك الغرفة للملياردير الشاب الذي بدأ يكلمها عبر ميكرفون صغير وحدثها عن الوطنية وكيف لها أن تنقذ البلاد من الخراب الذي يتركه هؤلاء الصحفيين في عقول البسطاء ظلت تستمع إلي كل ما يقول وهي غير مستوعبة لما يحدث وما يقول حتى تابع قائلاً "تعرفي يا قمر أنه المخابرات العظيمة المصرية أول ما بدأت , بدأت أزاي؟"
لم تجيبه قمر لأنها لا تعلم فتابع قائلاً كما لو كان يعلم بأنها لا تعلم
"المخابرات يا قمر بدأت من فوق السراير , وكانت وقتها الرقصات بيقوموا بدور عظيم لمصر , ومصر دلوقتي بتناديكي فهل هترفضي؟ ولا هتلبي النداء؟"
شعرت قمر بالصدمة عندما علمت ما يريده منها حاولت وقتها أن تنتظر إلي النهاية لتعلم منه تفاصيل ما يريده منها فتابع بنفس آليته في الحديث قائلاً
"قمر أنتي عارفة أنه مصر الآن بتمر بتحول كبير وفي طفرة اقتصادية البلد بتمر بيها ده غير الحرية اللي أصبحت الآن ملك لأي مواطن ... بس البلد في وسط كل التقدم اللي بيحصل في ناس بنسميهم أعداء النجاح ودول الناس اللي استغلت الحرية المتاحة ليهم غلط وبدل ما يشجعوا الناس على تحمل المصاعب لغاية ما البلد تقوم على رجليها أصبحوا يتصيدوا أخطاء الحكومة وبيهجموا على كل الوزارات لغاية ما وصلوا لبيت الرئاسة , وغير كده كده دول
أصبحوا لسان الإسلاميين واليساريين وكل الحركات المضادة للنظام وكل ده بيضر بمصر ولا إيه يا قمر؟"
كانت إجابة قمر بسيطة وقاطعة في نفس الوقت فقد أجابته بأنها أضعف بكثير لكي يحدثها في كل هذا وهي من جهتها لا تعلم شيئاً عن كل ذلك ثم أتبعت وقالت
"وانا هعمل إيه , مع كل دول , يا باشا قول ولخص أنا مش فاهمه من سياتك حاجة"
أجابها بأنها ستمثل ولكن في أرض الوقع وكما يحدث في الأفلام القديمة ستدخل في جريدة معينة وتحارب حتى تصل إلي قلب رئيس تحريرها ثم تقم بعلاقة جنسية معه وكان هذا هو المطلوب , وكانت هذه هي خطة محمود نصار الذي يعلم وبشكل يقيني أن الشعب المصري من الشعوب المتدينة ويعرف أيضاً قدرة النساء القوية على الرجال , فإذا ما وضع فتاة بجمال قمر الفاتن بجوار أكثر الشخصيات تديناً في البلاد فإنها ستقوم بإغوائه لما لديها من سحر ينتشر أينما حلت وعندها يقوموا بتصوريهما عاريان ليسقط بذلك تمثال البطولة الذي استطاعوا هؤلاء الأشخاص من بنائه طوال تلك الفترة من تاريخ مصر , حاولت قمر بعدما علمت الرفض ولكن بعد الضغط الذي تعرضت له والذي وصل إلي محاولة اغتصابها فاستسلمت على الفور عندها تركوها لتذهب وتستعد للقائهم في الوقت الذي يحددوه لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاد التفكير أن يدمر قمر , كيف تخرج من موقفها هذا , هل توافق على عرض الراجل وتفقد عرضها أمام الملأ , أم ترفض عرضه وتبدأ حياتها في هدوء مع زوجها , فرحت بخروج أخيها وشعرت بأن هناك نقطة خسرها الرجل , وكسبتها هي , انتهى تفكيرها هي وزوجها على تكملة مشوارها مع ذلك الرجل حتى تعرف مكان والدها , وبعدها لا تنفذ للرجل شيء , جهزت خطتها على هذا النحو , ولكنها فوجئت باتصال على هاتفها المحمول , المكالمة كانت مفاجئة لها , ظلت تتبع تعليمات ما يحادثها في الهاتف حتى انتهت من مكالمته , سألها زوجها عن صاحب المكالمة , لم تجيبه ولكنها أكدت له أن هناك من أراحها وأن الهم قد أنزاح.
جاء يوم اللقاء , نزلت من بيتها وانتظرت السيارة كما تم الاتفاق , ركبت السيارة , تم عصب عيناها , وبدأت رحلة استمرت أكثر من ساعتين , كانت السيارة تتنقل في شوارع مزدحمة حتى وصلت إلى منطقة شعرت بالهدوء التام عندما دخلتها السيارة , نزلت من السيارة معصوبة العينان , دخلت إلى غرفة تم تفتيشها فيها وبعدها دخلت إلى فيلا بيضاء صغيرة الحجم , أدخلوها إلى غرفة صغيرة , رفعوا عنها العصابة , وجدت أمامها مكتبة مليئة بالكتب , ومكتب صغير يجلس عليه الملياردير الشاب , كان وسيماً كعادته , نظر إليها وابتسم قائلاً:
"أزيك يا قمر ... يا رب الرحلة ما تكون تعبتك , أوعي يكون حد من الشباب ضايقك أنا كنت أرفده على طول , المهم خلينا دلوقتي في موضوعنا , أنتي أكيد عارفه دلوقتي أنتي هنا ليه؟ وعارفه كمان أنه أنتي هتقومي بموضوع غاية في الأهمية والسرية وزى ما قولتلك قبل كده مصر فعلاً في الوقت الراهن محتاجة ليكي أنتي واللي زيك"
قاطعته وسألته عن شيئاً يدور في رأسها من يوم ما علمت بهذا الموضوع
"طيب يا باشا ما انتوا ممكن تقفلوا الصحف دي , أو تعتقلوا رؤساء تحريرها , أو تموتهم"
كان سؤالها له منطقي جداً لذلك كان رده أكثر منطقية فقد أجاب بالتالي
"أسمعي يا قمر ... أوعي تفكري أنه شويت الصحف دي بعيدة عنا أو فعلاً وطنين وبيخدموا مصالح الناس التعبانة زى ما هو باين لا كل واحد فيهم بيخدم مصلحته اللي هو عارفها كويس جداً والحكومة فعلاً مش بعيد عليها أنها تحبسهم أو تموتهم حتى بس لو حصل ده الشعب الغلبان اللي ما يعرفش حاجة عنهم هيفكرهم أبطال وهتلاقي المظاهرات ملئت الشوارع , ده غير الدول الغربية واللي ممكن يتهمونا أننا بنحارب الديمقراطية وتلاقي الدنيا هاجت على مصر تاني يوم الحادث , عشان كده هما بدناوتهم هايتفضحوا يعني اللي هايقل أدبه هو اللي هايتفضح واللي مش هايقل أدبه خلاص يبقي الراجل محترم فعلاً ولوني مش شايف حد محترم مع الجمال أبداً"
"طيب ممكن أعرف أنتوا عاوزني أكون مع مين بالظبط"
"أنتي دلوقتي ممكن تعتبري نفسك موظفة في الجريدة ... وممكن من دلوقتي تستلمي عملك فيها وفي خلال شهر أو أتنين يكون الراجل وقع في حبك وأنتي عارفة هاتعملي إيه بعد كده تاني"
أجابها بأنه "محمد زهران" رئيس تحرير صحيفة الحرية وتابع قائلاً
"طيب أن دلوقتي ممكن أعرف هاشتغل إيه؟ أنا معارفش أي شيء عن الصحافة , وانا من يوم ما أخدت الدبلوم وانا عمري ما مسكت ورقة ولا قلم يبقي هاشتغل في الصحافة أزاي؟"
هذا كان سؤالها وكانت تلك إجابته
"أنتي هاتبدأي شغلك في الجريدة في السكرتارية وبعدها لازم بشاطرتك وبجمالك هاتكوني سكرتاريته الخاصة"
بعدها تركها تذهب بعد أن أخذت هاتفها المحمول وكما دخلت أخذها من يخرجها حتى وصلت إلي السيارة التي أخذت نفس مسار العودة لتعود في نهاية الأمر في نفس المكان أخذت سيارة أجرة وذهبت إلي منزل زوجها الذي وجدته ينتظرها جالساً أمام جهاز الكمبيوتر الذي اشتراه بناء على طلب قمر أخبرته بكل ما حدث وقصت عليه تفاصيل مكالمة الأمس ودخلا إلي غرفة نومهما وحاول أحمد أن يقبلها ليبدأا وصلة من الحب لأنهما من يوم زواجهما لم يمارسا حياتهما الزوجية رفضت قمر تقبيله لها وأخبرته بأنها تحتاج للنوم وبشدة أطاعها أحمد على الرغم من كثرة الشوق الذي يملؤه وناما حتى صباح اليوم الثاني للتيقظ على هاتفها المحمول الذي أعلن عن مكالمة جديدة وجدته أخاها الذي اطمئن عليها وأخبرها بأن والدها لم يعود إلي الآن أنهت مكالمتها واستعدت للرحيل ولكن تفكيرها كله أنصب في والدها الغائب منذ أيام طوال؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ يومين كان يرقد جسد متولي في غرفة وبجواره أكثر من عشرون آخرون تفرقوا في غرف تلك الفيلا ماعدا غرفة وحيدة كانت غرفة العمليات التي يقف فيها طبيبان أجنبيان يبدوا التركيز على ملاحهما أصوات متداخلة تسمعها في تلك الفيلا يبدوا أن الكل يشعر بالتوتر والقلق مما سيحدث التجهيزات انتهت وتم فتح غرفة العمليات لاستقبال المخدرين الذين دخلوا واحد تلو الآخر وحاول الطبيبان أن ينجزا مهمتهما بأسرع وقت حتى انتهوا من عملياتهم وبدئوا طاقم الممرضات الأجنبي في تجميع ما تم أخذه من المخدرين في ثلاجات صغيرة الحجم ليدخل بعدها مجموعة من العمال لتنظيف الفيلا والتي تم تجميع ما تبقي من المخدرين في غرفة وتم غلقها لتنتهي تلك العملية في يومين استعد طاقم العمليات بالكامل للسفر خارج مصر ومعهم كنزهم السمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنهت قمر خطتها بنجاح عندما أوصلت ما معها من معلومات وتسجيلات إلي مكتب النائب العام , وأخبرته بأنها لا يعنيها كثيراً ما قد يحدث لها لأن ما مرت به هي وعائلتها بأكملها في تلك الأيام كان كثيراً وأن كل ما تتمناه هو فضح هؤلاء من يدعون أنهم حماة الوطن , بدأ بعدها النائب العام في فتح باب التحقيق في أمر ذلك الملياردير ونفوذه الذي تعدى كل الحدود , وبدأ في فتح ملف هذا الملياردير ,حتى جاءه تليفون أمره بغلق تلك القضية وإلى الأبد , تلقت بعدها قمر الكثير من خطابات التهديد إذا ما حاولت مجرد الحديث لأي صحيفة أو قناة تلفزيونية وكانت قمر في تلك اللحظات مجتمعة مع عائلتها تشكر أخاها بعدما علمت أنه هو من أخبر النائب العام , وتحيروا جميعاً من حجم الكاميرا التي كانت تضعها كدبوس في حجابها وقامت بتصوير كل ما حدث بينهما , حاولت العائلة بعد جمع شتاتها البحث عن متولي الأب , حاولت قمر الوصول إلى مكان الوالد فلم تجده , الحزن والغضب سيطر على العائلة بأكملها , وكان السؤال الذي لم يجدوا له إجابة أين الأب أين متولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مطار القاهرة الدولي , قاعة كبار الزوار , يجلس مجموعة من الرجال والنساء , تبدوا أهميتهم واضحة من تعامل موظفي وأمن المطار لهم يجلس في شرف وداعهم وكيل أول وزارة الصحة , قارب الموعد لذهاب الطائرة المتجهة إلي الولايات المتحدة الأمريكية , ترقد داخل الثلاجات الصغيرة التي يحملها بعض الرجال أعضاء أكثر من عشرون مصري , بدأت الاستعدادات داخل المطار لإقلاع الطائرة , بدأ الركاب في ركوب الطائرة , ودع المسئول الحكومي ضيوفه الأعزاء , ركب الضيوف بكنزهم الطائرة , أقلعت الطائرة بكنزها الثمين إلى رحلته الأخيرة
،،،،
تمت
حمادة زيدان