مخبز العيش
"مروان ... مروان ... مروان ... أنت ياد يا
مروان أنزل يا زفت"
يا ماما شوفي الحمار اللي بيجعر ده لغاية ما اطلع من الحمام
حاضر يبني أديني قايمة ... جاتك نيلة في أصحابك ... أني ما فيهم حد عدل يا مقندل
يووووه ياما ع الصبح تلقيح بالكلام منك لله يا أبن "............" أنت اللي سمعتنا الكلام ... يعني الواحد متخرج من ميتين أم التعليم عشان يقعد يقشر بطاطس مع أمه في البيت ... منك لله مرة تانية يا أبن "..............." حسبي الله ونعم الوكيل في أهلك يا شيخ
أدى الأصطباحة اللي زى الفل بتاعت كل يوم ... واللي بيزعق تحت ده الواد محمود صاحبي هاتسألوني مين محمود ؟... هااجاوبكم ملكمش دعوة ... المهم ده واحد صاحبي من أيام ثانوى ودخل كلية من كليات القمة ودلوقت حصلني في الصياعة وشغال ما شاء الله عليه في دكان حلواني ما هو ماشي بالمثل الشهير "اللي بنا مصر كان في الأصل حلواني" عشان كده الواد خلص تعليمه وزى أي شاب مصري حاول يدور على شغل ولكن الحج عبد الحليم حافظ كان واقفلوا بالمرصاد وهو بيقول "صريقك مسدوداًَ مسدوداً يا ولدي" لغاية ما الواد بطل يدور ورضي ينزل مع أبوه الحلاوني في دكانته اللي موجودة على ناصية شارعنا ... يالهوي هو أنا حاكتلكمم على قصة صاحبي ... ما علينا ... ما علينا ... نسيت أني بنسى ... المهم لازم تعرفوا هو جاى ليه ... طبعاً جايلي والفجر بيدن وبصوت أهله اللي عامل زي الحمار بينادي ... تفتكروا كل ده ليه ؟... دي بقي هاجوابكم عليها حالاً .
كل يوم ع الصبح كده كل بني آدم في حينا الكريم بيروح حاجز مكان على فرن العيش ... آه طبعاً فرن العيش وده بيكون من الساعة كده 2 أو تلاتة الفجر بالكتير ... وبيكون المشوار ده في اليوم أصعب شيء ممكن كائن حي يستحمله بس أحنا لو مستحملناش مش هاناكل ... على العموم النهاردة انا اتأخرت ومحمود بيزعق تحت , وامي بتزعق هنا , وانا سايب كل ده وبلك معاكم ... ده انا إنسان خالي من الدم ... أهي أمي بتزعق بره
"أنت يا واد العيش هايخلص ... وهانجوع وحياة أمك ... ومش هانلاقي ناكل ... وانت قاعد كل ده في الحمام ... لخص يا زفت وبطل تتفرج على صور كتير قبل ما تنام يا روح أمك"
حاضر يامه جي ... وبعدين صور إيه اللي بتحكي فيها دي"
مروووووووووووووووووووووووووووووووووووووان .... العيش هايخلص الله يخرب بيت أهلك
الله يخرب بيت أهلك يا محمود ... الواد بلع مصر كلها في صوته ... أنا هارد عليه بقي .
"أيوة يا عم الزفت في نهار أهلك اللي زى وشك ده ... أسمي عجبك أوى ... مروان ... مروان ... أنت كرهتني في أسمي ... نزلين يا سيدي ... ورحمة أمك نزلين ... والعيش لو خلص هاتغدى فينو عند سياتك مانع"
يعني "ب...........أمك" تعطلني ده كلو وفى الآخر تقول كده دا انت عيل أبن "..........." صحيح ... لخص طيب وانزل أحسن أطلع أبهدل كرامة أهلك
إيه الواد أبن "................." يعني أعملوا إيه .... أروح أنزلوا طيب وبعدين نكمل ... لبست هدومي ع السريع وقبل ما انزل سمعت أمي بتدعيلي
ربنا ما يعطلك في طابور يا رب ... ربنا يجعلك دايماً في أول الطوابير ويجعل باقي الناس في الآخر ... ربنا يبعد عنك النسوان والرجالة المايصة والحرامية ... ربنا يجعل رغيف العيش مفقش مش مسحول ... ويديلك العيش بأديك الاتنين يا رب
بوستها بوسة ع الطاير كدة وقلتلها
"شكراً يا حجة ... ربنا يسمع منك"
نزلت ومسكت سبت العيش وعلى رجل محمود واديتوا لغاية ما فيص وطلب السماح وجرينا على المخبز أنا وهو ولحقنا والحمد لله الدور ال20 وده طبعاً تقدم ملموس جداً .
أنت يا راجل يا زبالة ... بتتلزق فيا والناس واقفة ناقص يعني تعمل إيه؟... يالهوي شوفوا الراجل ده بيعمل ايه
"أنا كلمتك يا مرة أنتي بتهرجي ع الصبح ... وأنتي أصلاً ممكن حد عاقل يبصلك"
يوووووووه من الصبح خناق كده
هدي شويه يا حجة أم إسماعيل تلاقي الراجل مش واخد باله وبعدين أنتي في سن ستوا ... هايبصلك على إيه؟
"حتى أنت يا مروان يا صايع يا ضايع بتقول عني وليه كبيرة ... وبعدين أنت مال".............." ده موضوع خاص ... قرب يا راجل ولا يهمك ...مش ناقص كمان غير الصيع يكلمونا"
يوووووووووه أدي ولية مجنونة ع الصبح أعمل فيها إيه يعني ما هو أبن "..............." هو ووزراته وحكوماته السبب منك لله يا أبن بت ال"..........." أنت اللي خليت كركوبة زي دي تشتمني ... العيش بدأ يطلع والناس بدأت تزعق
"ده دوري يا معلم"
"سعادتة الباشا الوزير البياع ... والنبي يا شيخ العيش"
"وحياة الغالي عند سيادتك مشيني ... مخدتش عيش من أسبوع"
كل دول ناس بتزعق وانا واقف زي ما أكون في كوكب تاني واقف ساكت ... وهادى ... ومش بتكلم ... بس حاسس أنه في حاجة غلط بتحصلي حاسس "أحم أحم" إيه فهمتوني غلط ولا إيه ... حاسس أنوا حد بيحاول يسرقني ... كده فهمتوني صح طيب ... لقيت إيد البيه نازله على جيب البنطلون اللي من ورا وبيحاول "أحم أحم" يسرقني بردوا فهمتوا إيه تاني ... المهم سيبتوا يعمل ما بدالوا لغاية ما قفشت إيديه وبأعلي صوت عندي قلت
"حرااااااااااااااااااااااااااااااااااامي .... عاوز تسرقني يا أبن "..............." "
"هايسرق فيك إيه يا صايع؟"..
"أنت هاتتسرق ... يعني هايسرق مصروف ماما"
"وانت أصلاً معندكش جيب وراني يبقي هايسرقك أزاي؟"
أخ يا ولاد".........." محدش مصدق أنه كان عاوز "أحم أحم" يسرقني هو كده مش سرقة بردوا ولا إيه ... خلصت الخناقة أنوا بعدوه شويه عن الطابور بتاعي ورجعوني كمان مركزين ورا لأني طلعت أنا الغلطان ... راح الواد محمود لقيتوا نزل فيهم كلهم شتيمة ورجعني لمركزي تاني ورجع الواد ده مكاني ... المهم قعدت أزعق زي باقي مخليق ربنا لغاية ما صوتي راح ... ووصلت أخيراً وبعد طول انتظار لأجمل مكان ممكن حد يتخيل أنوا يكون قدامه ... وقفت قدام بياع العيش وبكل زوق وأدب أخدت منوا العيش وكان محمود أخد العيش من قلبي ... وقتها كان الضهر بيأذن وانا شطبت كل أنواع الباور ... طلعت العيش ... وخرجت من هدومي ... ودخلت أنام بعد ما ضربت طبقين فول وطعمية.
"خد يبني عبر عن نفسك وشد......................."
"آه أموت أنا هو في أحلى ولا أطعم من الحشيش في الدنيا!!"
طبعاً أنا متخافوش مش بحلم بس صحيت من النوم ع الساعة 6 المغرب لقيت الواد طارق جي بينادي ... لقيت ماما بتصحيني ... وبتقولي طارق بينادي قمت مفزوع ورحت صارخ
"يا مساء المزجات العالية"
صحيت من النوم وندمت الراجل وطلعته عندي وسألته
"خير يا زميل ... أخبار مزجاتك العالية إيه؟"
"تمام يا زميل ... خد أصطبح وادعيلي"
"الله يخرب بيت أهلك عاوزين أصطبح هنا!!! أنت نسيت أنه أمي معانا ... أصطبر شوية أقوم أشوفلها مكان تروحه"
طبعاً الواد معاه حتة أصلي وماما لازم أزوغها فكرت أزوغها فين ملقتش غير خالتي أم بتعة فرح بتعة النهاردة ولازم تروح تبارك عيييييييييب أوى لو مارحتش
"ماما يا حلوة يا أجمل غنوة ... أخبارك إيه يا جميلة"
"نعم بتتمحلس ليه كده عاوز إيه؟"
"أنا بتمحلس يا ماما ... أبداً والنبي دانا حتى بحبك"
"لخص يبني مش فضيالك؟"
"ماما هو مش النهاردة فرح البت بتعة ... أنتي نسيتي ولا إيه"
"يوه فكرتني خلاص هاقوم أللبس وامشي ... بس أنت بتفكرني ليه ... هو في إيه؟"
هو أنا لسه هاشرح سيبتها تقوم تلبس ودخلت للواد طارق اللي طلع كل البلاوى اللي معاه واللي عبارة عن نص قرش حشيش ... ظبطنا القعدة وعملنا خبورين تمام وقعدت أشد أشد أشد بعد ما أمي مشيت ... وبعدها لقيت الدنيا أنقلب حالاها ولقيت نفسي هناك في عابدين ... وناس كتيرة تحت القصر واقفين ينادوا
"بالروح بالدم نفديك يا مروان ... بالروح بالدم نفديك يا مروان"
وانا واقف على الشباك بحيي الجماهير الغفيرة ... وبقولهم خطبة عريضة
"شعبي الحبيب ..
عندما اخترتموني لرئاسة البلاد ... أول ما فكرت فيه هو العدل ... والعدل في بلدنا هذه يعني المساواة ... المساواة في كل شيء ... فلن أفرق بين أي مواطن بسبب دينه ولا جنسه ...
شعبي الحبيب ..
لقد تعلمت من الرؤساء الذين سبقوني أن الفقراء هم الشعب ... لذلك قررت أن أهتم بهم ... سيكون هناك جامعات مجانية , ومواصلات رخيصة ... أما عن الخبز فسيكون لكل بيت مصري ما يكفيه من الخبز وسيصل إلي منزله عن طريق الشباب الذي سنعينهم في حكومتنا الموقرة ... أما عن الشباب فسيكون لكل شاب وظيفة حكومية "عشان ما يتمرمغش في تراب الميري تاني , كمان اللحمة الكيلوا هايوصل ل 15 جنية ... وكل مواطن له 3 كيلوا كل شهر في التموين
لقيت التصفيق شغال على ودنه ولقيت الناس الفقيرة بتزعق وتقول
"بالروح بالدم نفديك يا مروان"
قعدت أشكر الجماهير , واشكر الجماهير , واشكر الجماهير ... لغاية ما طلع حد من الجماهير وقال
"يا ريس أنت متأكد من اللي بتقوله ولا ضارب حشيش ع الصبح"
"طبعاً يا روح خالتك واثق ... أنا رئيس البلدي وعارف كل جنية ممكن أجيبوا أزاي"
طبعاً الواد المسكين اللي قال الكلمتين مشفتوش تاني ... ومش عارف راح فين ... ومحدش يسألني عنه ... المهم سيبتني من كل ده ... ودخلت مع الوزراء بتوعي واللي كانوا كلهم العيال اصحابي طبعاً وزير الصحة الواد طارق ... والإعلام الواد محمود ... والثقافة بقي فهي من نصيب الواد "هشام " لأنه أستاذ أفلام "أحم أحم" و ...و ....و.............................................
يتبع
حمادة زيدان