Tuesday, June 17, 2008

ثلاث نساء

ثلاثة قصص قصيرة جداً في تجربتي الأولي في كتابة هذه النوعية من القصص .. أتمنى من الله أن تنال رضاكم جميعاً
رحيل
ـــــــــــــــــــــــــ
خرجت من منزلها صباحاً حاملة فوق رأسها بعض بضاعتها ... كانت تخرج وهموم الدنيا أثقل من حمولتها .. تجاوزت
الستين بعامين ومازالت تخرج حاملة فوق رأسها حملتها تلك .. أحبها الناس وأحبتهم .. ولكنها اليوم وعند خروجها شعرت لأول مرة بالسعادة .. لم تعلم سبباً لسعادتها أيكون وحيدها عاد من غربته ..لم تدر سبب سعادتها المفاجأة .. ظلت تبيع وتبيع في بضاعتها إلي أن وجدت قلبها ينبض نبضة غريبة لم تشعر بها منذ سنين مضت .. شعرت به أمامها .. تركت بضاعتها وقامت تشتم رائحة زبائنها إلى أن وجدته أمامها .. لم يكن وحيدها ولكنه كان أول حب في حياتها عرفته رغم كهولته .. قبل يدها واحتضنها .. لم يحتمل جسد المرأة العجوز هذه المفاجأة وانهار جسدها معلناً عن
رحلتها إلي النهاية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التائبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشت حياة لاهية .. لم تكن يوماً تفكر في أمور حياتها .. كانت تعشق الخروج مع اصدقائها , تذهب كل ليلة إلي ملهي ترقص , وتشرب المواد الروحية وتعود ليلاً مترنحه ومستندة إلي أحد اصدقائها .. كان والديها يؤمنون بالحرية المطلقة لأبنتهم الوحيدة .. عاشت حياتها كما أرادت .. أقامت العديد والعديد من العلاقات الجنسية , كانت غريزتها دائماً هي محركها .. حتى تعرفت عليه .. شاب ملتحي .. قابلته أمام سيارتها في صباح يوماً كانت عائدة لمنزلها .. سألها بودٍ غريب
" أين كنتِ يا فتاة ؟"
لم تعلم لماذا لم توبخه على سؤاله هذا .. ولكنها أجابته بهدوء
" كنت أمرح مع اصدقائي "
جاوبته وهربت من سهام نظراته .. هربت بجسدها ولكن عقلها ظل معه .. ظلت تفكر لماذا لم أوبخه على ما قال .. لماذا لم تركته يسألني .. حاولت النوم كثيراً ولكن النوم تركها ومضي .. جاء الليل وجاءوا أصدقائها .. ليبدئوا ليلهم ولكنها لم تخرج معهم .. تركتهم وأخذت سيارتها إلي نفس المكان لعلها تجده .. وصلت إلى مكانهم وانتظرت دقائق أتبعتها ساعات حتى رأته أمامها .. كان بنفس ملابس اليوم الماضي .. سألته
" لماذا سألتني أين كنت .. ومن أنت .. كلماتك لم تجعلني أنام طوال الليل "
نظر إليها نظرة ودودة وقال لها
" لأنني أحبك "
إجابته جعلتها كالأموات .. لماذا أحبها .. وكيف أحبها .. ولماذا أحبته .. كلها اسئلة ترددت في ذهنها ولكنها لم تهتم بكل ذلك وأجابته
"وانا أيضاً أحبك"
تعاهدا من وقتها على الحب .. وتغير حالها كثيراً .. لم تعد تلك الفتاة المستهترة .. وجدت نفسها فتاة أخرى تنام الليل بأكمله وتستيقظ نشيطة .. تحجبت والتزمت في الصلاة .. كان هو فارسها وحبيبها ومنقذها .. والديها لم يجدا مانعاً للموافقة عليه .. .. السعادة التي لم تعرفها يوماً عرفتها في ذلك اليوم .. تجمع الضيوف .. وقف بينهم حبيبها ببدلته البيضاء كفارس من فرسان العصور الوسطى .. انتظر الناس خروجها من غرفتها طويلاً .. أين العروس ؟ ظل هذا السؤال يتردد كثيراً .. إلي أن دخلت والدتها إلي غرفتها .. وانطلق صوتها المرتاع تنادي
" بنتــــــــــــــــــــــي "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بائعة الفجل
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت أراها منذ طفولتي جالسة في نفس مكانها في السوق واضعه أمامها سلتها المليئة بالفجل الذي كنت أشتريه منها يومياً .. لا أعلم لماذا شعرت أن وراءها شيئاً ما لا أعلمه ولكنني أشعر به .. سألت البائعين عنها .. منهم من أكد أن تلك المرأة أتت إليهم في السوق دون أن يعلمها أحد .. ومنهم أكد لي معرفته لها ولكنه لا يعلم متى جاءت .. كانت المرأة غير نساء السوق .. كان صوتها لا يعلوا بالنداء مثلهن .. ملابسها دائماً نظيفة وغالية الثمن , عيناها التي تظهر من تحت النقاب جميلتان ومرسومتان بعناية بمواد التجميل .. كل ما فيها يدل أن تلك المرأة لم تكن يوماً بائعة ورغم مرور تلك السنين عليها لم تغيرها شيئاً من أناقتها السابقة .. كنت أمر يومياً آراها أمامي أشتري منها وأرحل .. ولكن أين هي الآن .. مررت أمام فرشتها لم أجدها سألت عنها , قالوا , ربما مريضة .. أيام تبعتها أيام ولم أجد المرأة وكنت يومياً اسأل عليها ولا أجدها .. إلي أن جاء اليوم الذي وجدت خبراً بالجورنال يقول
إعترافات الضابط قاتل زوجته "
شدني العنوان أكملت التفاصيل فعلمت أنها بائعة الفجل .. وعلمت أنها كانت زوجة لضابط خانته وهربت وظل يبحث عنها كالمجنون إلي أن وجدها صدفة عندما قامت حملة ضد الباعة الجائلين عرفها من صوتها .. وعرفته هي .. حاولت الإعتذار .. حاولت تبرئة نفسها .. ولكنه لم يعترف بذلك وقام بقتلها داخل القسم ووضع ورقة على صدرها مكتوباً عليها الموت للخائنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حمادة زيدان

34 comments:

majdelden said...

ليه الحلاوه دي يا عم
ثلاث قصص في غايه الروعه تستاهل جايزه وايس كريم وشفاط وصوره للطيفه تحياتي

Alkomi said...

القصة الاولى دي حلوة اوي

معلش مالحقتش اقرى التانيين لاني قاعد في سيبر و وقتي خلص و لو كنت قريتهم كنت هغسل الاجهزة او اسيئله السيبر

salwa said...

salam 3alaykom
kisas rae3a,wa mou7awalat naje7a
mabroukkkkkkkkkk
atyab el tamaniyat
salwa

أية الشقية الشعنونة said...

ما شاء الله عليك
اسلوب قصصى رائع وسرد فوق الجمال
ما شاء الله بجد ربنا يكرمك
تحياتى

Unknown said...

حلوين اوى والله ايه الحلاوة دى.... كل موقف فيهم معبر جدا وعميق.... لا برااااااااااااافو حمادة برافو

كيكى عوووووو said...

عووووووووووووووووووو
انا جيت...
حمااااااااادة ياجامد
والله من امبارح فى بالى..بس فى حد كدة حلو كان محتل الكمبيوتر
ايييييييييييية القصص الجامدة دى ...
لا بجد جامدة
بس ممكن سؤال...
لية فكرة الموت مسيطرة عليك بالشكل دة فى القصص...علشان تضيف ليها جو معين يعنى...بس التلات يموتوا حرااااااااام
وعلى فكرة اكتر قصة عجبتنى الاولى وبعد كدة2 وبعد كدة 3 لا بجد
حمادة يا جمادددددددددد

كيكى عوووووو said...

عايزة اخد رايك فى حاجة..
انا كنت البوست الجاى
هنزل برعى وتفيدة
اوك...
بس البوست بتاع ..حلمت ..والتعليقات الى جتلى..
كتبت حاجة كدة كانها رد..عى حلمت..
اسمها ساطير الان
انزل بيها والموضوع سخن...ولا بعد برعى وتفيدة يكونوا الناس نسيوا ولا ايييييية
محتارة
ومكان خايفة انزل خاطران وراء بعض
محتارة موووووووووت

حمادة زيدان said...

مجود حبيبي

انا يا عم مش عاوز كريم وشفاط انا عاوز صورة لطيفة وبس

تسلم يا غالي

حمادة زيدان said...

كومي

يا عم كنت ظبت الواد بتاع السيبر بلحلوح كمان

هههههههههههههههههههههههههههههههههه

على العموم هستنى كومينت تانى تبلغني برأيك في القصتين التانين

حمادة زيدان said...

سلوى

ميرسي على الكومينت الرائع

وميرسي على تشريفك عندى دائماً

حمادة زيدان said...

أيه

أول مرة تتوريني ويارب ما تكون اخر مرة

ميرسي على الكومينت

حمادة زيدان said...

انجي

ميرسي على زوئق اهو الواحد بيحاول يكتب حاجة جديدة مكتبهاش قبل كدة

حمادة زيدان said...

كيكي

القلوب عند بعضيها والله .. والله انا مكنتش ناوى أموت التلاتة وكنت ناوى أكتب عن ثلاث نساء مختلفات ... ولكن في النهاية سيطرت عليا فكرة الموت بحكم أني شراني"ههههههههههههههههههه" بس فموتهم

أما عن برعي وتفيدة

بليز واحشونا جداً نزليهم الاول

هستناهم
اوكي

سلام مؤقت لغاية ما تنزلي البوست

نعكشة said...

اية البؤس دة
انا كل واحدة ف يالآخر لازم قشعريرة تسري في يعني لية كدة
طب اعمل واحدة فرايحي في النص

.....

الأولي حلوة مع إنك مدخلتش جامد في اسبار الست العجوز
بس سكرة
...

تاني واحدة حسيتها غريبة
ان واحد ملتحي يقول لواحدة ف يالشارع بحبك ولا مش عارف إية
بس قولت يمكن قالها بهدف انو هيروح يتجوزها
تابت بقة و اتحجبت و فرحت أنا
وبعدين موتها ماشاء الله و برضو سرت قشعريرة
.......

آخر واحدة انا متضايقتش انها ماتت ولا بتاع

بس حسستني إن جوا كل واحد
ماشي في الشارع قاعد بمشنة اي حاجة
جواة قصة
و عينة بتحمل حاجات كتير
مش شرط كا الناس تعرفها

مستواهم جيد جداً

دمت سالم
سلام عليك

Unknown said...

اه حمادة نسيت فى غمرة انبهارى-حلوة غمرة انبهارى- انى اقولك ان النهايات غير متوقعة بالمرة تجديد حق -بردو حلوة حق دى- بص بقى انت تستمر ماشى؟؟؟

بنت الاسلام said...

نكدت عليا الله يسامحك

مفيش واحدة تعيش لاجل خاطر النبي

حلوين ياسيدي


بس انت نسيت تقول

العزا فين

تحياتي

ايمان العرفاوي said...

انت فنان بقى وماكنتش اخدة بالى لول
عجبنى جدا اول وتانى قصة عجبنى اسلوبك فى السرد ياحمادة رغم النكد وانك موت كل الابطال والقراء
بس بجد
ابدعت

حمادة زيدان said...

نعكشة

الاول ميرسي ع الزيارة

ثانياً ... ميرسي على نقدك للقصص قصة قصة ... بصي يا ستي
الاولى
انا مردتش أحكي كتير عن العجوز وسيبت التفاصيل للقارئ يتخيلها زى ما هو عاوز ...
الثانية
بردوا مردتش أجيب تفاصيل الحب وسيبت كل قارئ يتخيله كما يريد .. يعني الولد كان مراقبها من فترة طويلة كدة
الثالثة
فعلا لكل ورقة مرميه على الارض ليها قصة ممكن تتكتب او قصص والله

في النهاية ميرسي على نقدك الجميل

حمادة زيدان said...

انجي

والله كلمة انبهاري دي خلتني انشكحت على المكتب وفرت جسمي ولا مبارك نفسه

ميرسيييييييييييييييييييييييييييييييي

حمادة زيدان said...

بطوط

كتبت القصص ... ونككدت عليكي واتنكد عليا في الليل

العزا في المدونة في جامع صغير كدة

ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

حمادة زيدان said...

ايمان

والله يا بنتي دي اقل حاجة عندي ... وخدي بالك على نفسك بقيي أحسن اموتك في القصة الجاية

ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نورتيني

Unknown said...

كلماتك حلوة واسلوبك جميل يشدك ويخليك لازم تكمل قرأة للاخر
بالتوفيق دايما يارب

كيكى عوووووو said...

عووووووووووووووووووو
انا جيت....اوك على برعى وتفيدة
.............
بس انا جاية علشان حاجة تانية خالص
مين..جئنا للسوال....
لمة جيتى عندى كتبت كدة
مش تقول انك معاك..حد ولا حاجة
كنت عملت مية سخنة ولا ساقعة..
كدة يقولوا علية بخيلة
لاااااااااااااااااااا..انت وحش
على العموم..
..جئنا..للرحيل

محمد جمعه said...

السلام عليكم
حبيبى قلبى حماده
الصراحه التلاته احلى من بعض
ومنتظرين منك المزيد
تحياااااااااتى

ميرا ( وومن ) said...

حمادة
معلش بقي امبارح كانت في كبسة بس بجد القصص كتجربة اولي جميلة جدا لآنك بتقدر ترسم صورة بحرفية شديد والتلاتة في رأي المتواضع حالات اتأثرت بيهم وضقت لخيالك منها
بس النهايات المفجعه دي احبطتني مفيش وكأنك عاوز تقول تعددت القصص والموت واحد
تحياتي وفي انتظار الجديد

حمادة زيدان said...

كيكي هانم

حمد الله ع سلامة الوصول

والله انا مش عارف مين اللي كان معايا

بس على العموم انا قومت بالواجب

وظبتهولك وجبتله كوباية ميه ساقعة تلج

حمادة زيدان said...

جمعة باشا

ميرسي يا زعيم

وكلامك فخر كبير لشخصي المتواضع

حمادة زيدان said...

ميرا

مخصوم منك تلت اى حاجة ع التاخير

ميرسي ليكي بس هي طلبت معايا غلاسة اموتهم اعمل ايه موتهم

محمد الكمالي said...

بداية أفكار القصص التي طرحتها ممتازة ولكنها تفتقد إلى الحبكة فهي واضحة ولا تجعل القارئ يشتاق لسطر كلما قرأ سطرا ولكنه تجربة جيدة وتحتاج منك إلى قراءة أكثر في القصص لكي تكون لديك حساً أدبياً
ولكن على العموم بداية أكثر من جيدة

حمادة زيدان said...

استاذ محمد الكمالي
بداية أشكر تكريم حضرتك للمدونة بزيارتها
هذه ليست بدايتي في كتابة القصة ولكنها بدايتي في كتابة القصة القصيرة جدا ... كان من السهل علي أن أذكر التفاصيل ولكنني تركتها للقارئ يتخيلها كما يشاء ... أما عن الحبكة أعترف أنني لو اوفق في تلك القصص .. أشكر زيارتك وأتمنى تكرارها

مدحت محمد said...

عجبتنى اخر قصة ياحمادة
بجد وانا لو من الظابط كنت عملت كدهههههههههه

محمد مارو said...

انا عجبتنى اوى التانيه و التالته

اسلوبك حلو يا حبى

حمادة زيدان said...

مدحت

والله يا سيدي الحمد لله أنك مطلعتش ظابط

ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

حمادة زيدان said...

حبيبي مارو

ميرسي يا حبيبي ع الكومينت ربنا يخليك ليا